تنطلق اليوم الجمعة أشغال "منتدى كرانس مونتانا"، التي تمتد من 16 إلى 21 مارس الجاري، في دورته 21. وللمرة الثالثة على التوالي يقرر منظمو المنتدى إجراءها في مدينة الداخل المغربية. وحسب وثائق برنامج المنتدى التي توصلت بها "الصحراء المغربية"، تركز الدورة الحالية على الأوضاع في القارة الإفريقية واستكشاف مستقبلها خلال القرن الواحد والعشرين إلى جانب دور المغرب، خاصة بعد عودته إلى الاتحاد الإفريقي وضمن مساعي التعاون والسلم التي يبذلها في سبيل تطوير علاقات جنوب – جنوب. وحسب الجهة المنظمة، توافد على مدينة الداخلة أكثر من ألف مشارك من مختلف مناطق العالم هذه السنة لتسليط الضوء على القارة الإفريقية في ضوء العودة المظفرة للمغرب إلى المنتظم الإفريقي. وتنطلق أشغال المنتدى بشعار "تكريم إفريقيا انطلاقا من الداخلة جوهرة الجنوب"، وسيعمل المشاركون على إبراز مظاهر التطور والنماء الذي تشهده المدينة التي تستضيفهم واعتبارها نموذجا يحتذى في مجال إنماء المدن وإعمارها. وسيناقش المنتدى مواضيع اقتصادية واجتماعية وأمنية التي تهم القارة الإفريقية في علاقاتها الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الفلاحة والأمن الغذائي في ضوء تقاسم الخبرات بين دول القارة، مع التركيز على مخطط المغرب الأخضر في المغرب كنموذج استراتيجي. وسيضع المشاركون الوضع الزراعي في القارة تحت المجهر في ضوء التحولات المناخية، واستغلال التربة، وطرق تمويل المشاريع الزراعية في القارة. وفي مجال التعاون الدولي، سيركز المنتدى على استكشاف الفاعلين الجدد في ميدان التعاون جنوب – جنوب في إطار مخطط الاندماج العالمي القائم على تطوير التعاون الدولي، ومن ضمن ذلك إطلاق فضاءات إقليمية جديدة للتعاون مثل ربط جزر الكاريبي بإفريقيا، وربط المحيط الهادئ بنظيره الهندي. وفي هذا الصدد سيجري تخصيص ورشة مفتوحة لمناقشة دور الفضاء البحري في تطوير الملاحة التجارية وإسهامها في تطوير اقتصاديات الدول. كما سيناقش المنتدى الوضع الإنساني لسكان القارة الإفريقية وفي العالم، من خلال البحث عن سبل تحسين العيش المشترك، والتضامن من أجل التنمية المستدامة، فضلا عن الاهتمام بمجالات الصحة والتربية والتغذية. وسينكب المؤتمرون من صناع القرار والخبراء والفاعلون الاقتصاديون والاجتماعيون على دراسة استراتيجيات وحلول التدبير الجيد للثروة المائية واستغلال التربة، وسيجري الاستشهاد مرة أخرى بالتجربة المغربية وتصديرها نحو بلدان القارة. وسيسلط المنتدى الضوء على المرأة الإفريقية، باعتبارها عنصرا فاعلا في التنمية بالنظر إلى نحاجها في مخطط الاندماج الذي كانت له نتائج إيجابية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي فضلا عن تقدم المرأة الإفريقية على صعيد المشاركة في صناعة القرار السياسي. وفي موضوع الهجرة، سيناقش المنتدى الأسباب المناخية والاقتصادية والسياسية والأمنية التي تجبر الأفارقة على الهجرة، ومقاربة الحلول الممكنة لمعالجة ظاهرة الهجرة من جذورها مثل تحسين السياسات العمومية، ووضع برامج التنمية الاقتصادية القائمة على إدماج الشباب وإشراكهم أيضا في الحياة السياسية، ودفع القطاع الخاص لتحمل جزء من المسؤولية إلى جانب الحكومات. كما سينشغل المشاركون ببحث موضوع الطاقة والبيئة من خلال بحث وسائل تطوير مصادر الإنتاج الطاقي بما يحافظ على التوازن البيئي، وفي هذا السياق سيجري أيضا الاستشهاد بالتجربة المغربية في مجال إنتاج الطاقة الشمسية والريحية، من خلال مشروع نور 1 ونور 2 فضلا عن منشآت إنتاج الطاقة الريحية. وللمشاركين أيضا في دورة الداخلة موعد مع موضوع الإعلام في عصر الرقمنة وتطور وسائل الاتصال الإلكتروني، واتساع نطاق استعمال الأنترنيت وما نتج عنه من تطورات اجتماعية واقتصادية وسياسية. كان المنتدى نظم دورتيه السابقتين بالداخلة حول إفريقيا والتعاون جنوب-جنوب تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، بحضور أزيد من 2000 مشارك من أزيد من 150 دولة، و500 صحافي يمثلون وسائل إعلام من مختلف أنحاء العالم.