سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
'المنتدى الدولي إفريقيا والتنمية' منصة قارية لتطوير الاستثمار الكتاني: التعاون جنوب جنوب بوابة إفريقيا نحو المستقبل
لقاء البيضاء يستقطب 1700 فاعل اقتصادي ومؤسساتي من 17 بلدا إفريقيا
أضاف الكتاني في افتتاح أشغال الدورة الثالثة للمنتدى الدولي إفريقيا والتنمية، الذي انطلقت فعالياته أمس الخميس بالدارالبيضاء وتستمر إلى اليوم الجمعة، أن التوجيهات السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، شددت باستمرار على ضرورة الحرص على تمثين علاقات التعاون جنوب جنوب، مستحضرا الخطاب الملكي السامي بأبيدجان بالكوت ديفوار سنة 2014، الذي أوضح فيه جلالته أن إفريقيا كبيرة بقواها الحية وإمكانياتها، وأن عليها أن تعتمد على قدراتها الذاتية، كما أنها مطالبة اليوم بوضع ثقتها في إفريقيا. وكان الخطاب الملكي بأبيدجان شكل خارطة الطريق أمام الشعوب الإفريقية لتطوير اقتصادياتها، وأبرز أن التطلع إلى إفريقيا متطورة ونشيطة ليس مجرد حلم، بل يمكن أن يكون حقيقة، شريطة الالتزام بالعمل. وأوضح الكتاني أن مجموعة التجاري وفابنك مقتنعة، من خلال تجربتها الميدانية أن الاستثمار يعد ركيزة النمو، وتحرص على تدعيمه، وتوسيع دائرة الاستبناك، مشيرا إلى أن المجموعة تجند 16 ألف موظف في 3300 وكالة بالقارة لمواكبة المقاولات الصغيرة جدا والمقاولات الصغيرة والمتوسطة، لترسيخ روح المقاولة، والمساهمة في رفع التحدي الديموغرافي من خلال خلق الثروة وفرص الشغل. وأضاف أن مجموعته تدعم مفهوم "صنع في إفريقيا" (ميد إن أفريكا)، وأن المنتدى الدولي لإفريقيا والتنمية يؤكد هذا المعطى، من خلال المنصة التي يوفرها لخلق شراكات واعدة بين الفاعلين الأفارقة. الزهراء معاريفي، المديرة العامة للمركز المغربي لإنعاش الصادرات "مغرب تصدير"، أبرزت في كلمة لها، أن المنتدى الدولي يعد ترجمة لطموح الفاعلين الأفارقة، الذين تجمعهم مهمة مشتركة، تتمثل في تأهيل وتطوير علامة "صنع في إفريقيا"، وجعل هذه القارة فاعلا أساسيا في المشهد الاقتصادي العالمي. وأفادت معاريفي أن القارة الإفريقية تنعم بمؤهلات كبيرة، وبدأت دولها تراهن على التصنيع، وبلورة مبادرات مهمة لتسهيل المبادلات، وضمان الاستثمار، وخلق مناطق خاصة بذلك، مشيرة إلى أن هذه العوامل لا يمكنها إلا أن تتطور في إطار علاقات تعاون بينية مربحة لكل الأطراف. في السياق نفسه، ذكر مولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، أن المغرب يعتبر ثاني مستثمر بإفريقيا بعد إفريقيا الجنوبية، مشيرا إلى أن الحكومة والفاعلين الاقتصاديين، وبتوجيه من جلالة الملك، يعطون الأولوية للاستثمار بإفريقيا قبل دول أخرى، مستشهدا بالتوسع الطموح والبناء لمجموعة التجاري وفابنك بهذه القارة وانفتاحها على اقتصادياتها وتحفيزها له، ودعا إلى تطوير علاقات التعاون جنوب جنوب أكثر منها مع باقي العالم. وحول تقييمه لوضع النمو الاقتصادي الإفريقي، أشار مولاي حفيظ العلمي إلى أن ما أنجز لا يعكس الطاقات والإمكانيات الاستثمارية لهذه القارة، مشيرا إلى أن المبادرات المبذولة تبقى صغيرة جدا لجلب أنظار المستثمرين الكبار، ودعا إلى خلق تكتلات اقتصادية وازنة، تكون قادرة على فرض حضورها في الرادارات العالمية للاستثمار. كما شخص الوزير أربع أولويات للنهوض باقتصاديات الدول الإفريقية، الأولى تحث على أهمية البحث عن روافد ناجعة للتكاملية والالتقائية، لخلق سلسلة القيم وتطوير الموارد الأولية وتثمينها، والثانية، تهم ضرورة تسريع الاندماج الاقتصادي الإفريقي، أما الثالثة، فتتعلق بأهمية الاستمرار في دعم القطاع الخاص، مشيرا هنا إلى أن الحاجيات في مجال الاستثمار تعتبر مهمة، وأن القطاع العام لا يمكنه الاضطلاع بكل المسؤوليات في هذا الاتجاه، في حين، شخص الأولوية الرابعة في تطوير مناخ الأعمال. وقال "إننا في حاجة إلى تبادل خبراتنا والتقائيتها، وعلينا أن نستفيد بسرعة من تقارب اقتصادياتنا"، وتابع أن الحكومة المغربية لن تدخر جهدا في وضع رهن إشارة الدول الإفريقية كل ما يلزم لتقاسم التجارب، من أجل التقدم بخطوات أكبر وأسرع. من جانبه، استعرض أمادو كون كوليبالي، وزير الدولة والكاتب العام للرئاسة الإيفوارية، المخطط الوطني التنموي لبلاده، وعلاقته بروابط الشراكة، إضافة إلى تقديمه معدل النمو والناتج الداخلي بالكوت ديفوار. أما الفترة الثانية من الجلسة الافتتاحية، فشهدت مداخلات كل من مريم بنصالح شقرون، رئيسة الباطرونا، ومحمد عبو، وزير التجارة الخارجية وعدد من ضيوف المنتدى. وتشكل الدورة الثالثة من المنتدى الدولي إفريقيا والتنمية مناسبة للقاء والتحاور يجتمع حولها أزيد من 1700 فاعل اقتصادي ومؤسساتي من 17 بلدا إفريقيا من بين 23 بلدا مشاركا. وعرف هذا الحدث الكبير طيلة فترة تنظيمه، لقاءات عمل بين أصحاب القرار السياسي ومستثمرين اقتصاديين، وورشات سهر على تنشيطها خبراء وفاعلون مرموقون، تتخذ من قضايا راهنة مواضيع لها. وعقدت خلال المنتدى الدولي ثلاث ورشات، الأولى حول موضوع "الطاقة" التي ناقشت جوانب تنويع مصادر الطاقة والأمن الطاقي، في حين تطرقت الثانية إلى محور الصناعات الزراعية، حيث انكب المتدخلون على موضوع تثمين الموارد الفلاحية والأمن الغذائي، أما الثالثة فتدارست موضوع "البنيات التحتية" من خلال التركيز على الرهانات وأنواع الشراكات والتمويلات. وتعتبر هذه الدورة الثالثة فرصة سانحة لتقديم المشاريع الاستثمارية الكبرى في 7 دول من منطقتي الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا والمجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا (مالي، والكامرون، والبنين، وبوركينا فاسو، والكوت ديفوار، والغابون، والسينغال) ولاسيما النقاش حول البرامج الوطنية للتنمية الصناعية بالكوت ديفوار، والغابون، والسينغال. ويعتزم التجاري وفابنك والمغرب تصدير من خلال المنتدى الدولي إفريقيا والتنمية المساهمة في تعزيز أوجه التكامل حول الاندماج الاقتصادي الإفريقي، ويتعلق الأمر بتدعيم مؤسساتي بات يفرض نفسه في ظل ظرفية اقتصادية إفريقية تتميز بوضع برامج استعجالية طموحة. وستوزع، اليوم الجمعة، خلال المنتدى للسنة الثالثة جوائز التعاون جنوب جنوب، وكذا جائزة المقاولين الشباب وهي من مستجدات هذه الدورة، على أفضل المقاولات التي تميزت بمساهمتها في تطوير المبادلات والاستثمارات بين الدول الإفريقية. علاوة على ذلك، وتجسيدا لحمولته الثقافية والفنية، احتضن المنتدى معرضا فنيا بعنوان "حركات وصور" للفنانين سايدو ديكو وميشيل ماكيما، من تنظيم مؤسسة التجاري وفابنك.