ويواصل المهرجان الدولي للفيلم، ضمن برنامج عروضه لهذه السنة تقديم أفلام بتقنية الوصف السمعي، من بينها الفيلم المغربي "دالاس" من إخراج محمد علي مجبود صاحب مسلسل "دار الضمانة"، الذي أعد حديثا بتقنية الوصف السمعي من قبل مؤسسة المهرجان، وحقق نسبة إقبال كبيرة في القاعات السينمائية بمختلف المدن المغربية، متفوقا على أفلام أجنبية، مثل "العائد" للنجم العالمي ليوناردو دي كابريو، وأفلام مصرية وهندية عرضت بالموازاة معه. ويحكي فيلم "دالاس" قصة مخرج يدعى الهواري ويلقب ب"دالاس" وهو مولوع بالسينما، ما مكن من أن تتراكم لديه تجارب مهمة في مجال السينما، وسيؤدي ذلك إلى دخوله غمار تجربة أخرى، بعدما عرض عليه إخراج فيلم سينمائي جديد، لتتوالى أحداث الفيلم لتخلق المفاجآت للجمهور. ويلعب دور البطولة في الفيلم الممثل عزيز داداس، والممثلة أمل الأطرش، وكمال الكاظيمي، وإدريس الروخ، وعصام أبوعلي، وآخرون. وتشمل باقي العروض بهذه التقنية، الفيلم الجزائري "حظا سعيدا" لمخرجه فريد بن تومي، والأفلام الفرنسية "فاطمة"، إنتاج مشترك مع كندا، أخرجه فيليب فوكون، و"خليج الركود" لمخرجه برونو دومونت، و"هي"، إنتاج مشترك مع ألمانيا لمخرجه الهولندي بول فيرهوفن، و"يوم التنورة"، من إخراج جان بول ليليتفلد. وتعد هذه التقنية وصفا لفظيا للمشاهد والوقفات والمقاطع المرئية الثابتة أو المتحركة، خارج نطاق التعليق أو الوصف في الأفلام دون أن يؤثر ذلك على محتوى النص الأصلي، إذ يشمل الوصف حركات الجسم وتقاسيم الوجه والإضاءة والألوان وبيئة الحدث، بكلمات أو جمل تعبيرية مختصرة تصل عبر أجهزة استقبال وإرسال خاصة. والتزمت مؤسسة المهرجان بهذا المشروع وعملت على إنجاحه لست سنوات متتالية، ما يدل على الاهتمام، الذي توليه بهذه الفئة، خاصة بعد أن عبر صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان، عن أمله في تخليد هذا المشروع، الذي سيصبح واحدا من أهم مواعيد المهرجان خلال مستقبل الدورات. ومكنت هذه التجربة من اكتشاف طاقات من المكفوفين في مجالات مختلفة. وحقق المغرب من خلال مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، السبق في هذا المجال المثير للاهتمام بتبنيه التجربة كفاعلية دائمة في برنامج هذه التظاهرة العالمية. واستطاع مهرجان مراكش الدولي للفيلم، من خلال الاعتراف له بالاحترافية في التنظيم وبجودة عالية لبرمجته وحضوره، أن يرتقي إلى مصاف أكبر المهرجانات السينمائية العالمية، وبات موعدا دوليا راسخا، وفضاء للتبادل والحوار واللقاء، كما يساهم في تطوير الإبداع السينمائي والإنتاج المشترك، وفي بزوغ ثقافة سينمائية مغربية حقيقية والترويج للسينما الوطنية على الصعيد الدولي.