ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى رئيسة مؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج السرطان، أمس الثلاثاء بالقصر الملكي بالدارالبيضاء، حفل التوقيع على اتفاقيتين تتعلقان بتعزيز التكفل الطبي بنزلاء المؤسسات السجنية والنزلاء المفرج عنهم. وتتعلق الاتفاقية الأولى الموقعة بين مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء ومؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج السرطان، بالوقاية وعلاج داء السرطان لفائدة نزلاء المؤسسات السجنية والنزلاء المفرج عنهم. ووقع هذه الاتفاقية محمد الأزمي، عضو مجلس إدارة مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، ولطيفة العابدة الكاتبة العامة لمؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج السرطان. وتهم الاتفاقية الثانية الموقعة بين مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، ووزارة الصحة، تسهيل ودعم الخدمات الصحية لفائدة نزلاء المؤسسات السجنية والنزلاء المفرج عنهم، ووقعها كل من وزير الصحة، الحسين الوردي، والمندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محمد صالح التامك، ومحمد الأزمي. وفي مستهل هذا الحفل، تم عرض شريط مؤسساتي حول العلاجات الصحية بالمؤسسات السجنية. إثر ذلك، ألقى محمد الأزمي كلمة بين يدي جلالة الملك، أكد من خلالها أن توقيع هاتين الاتفاقيتين يدل على العناية السامية، التي ما فتئ جلالة الملك، حفظه الله، يوليها للأشخاص نزلاء المؤسسات السجنية، وقناعة جلالته بأن الحق في الولوج للخدمات الصحية، الذي كرسه دستور المملكة، يشكل دعامة أساسية لتعزيز قيم المواطنة. وأضاف أن توقيع هاتين الاتفاقيتين، يندرج في سياق حرص جلالة الملك على تمكين المواطنين نزلاء المؤسسات السجنية، أو الذين سبق لهم خرق القانون، من كرامتهم البشرية، التي لا تنتفي بموجب قرار قضائي سالب للحرية. وفي هذا السياق، أوضح الأزمي أن الاتفاقية الموقعة بين مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، ووزارة الصحة، تروم بالخصوص، تعزيز العرض الصحي لفائدة السجناء والنزلاء السابقين، والنهوض بالتطوع والعمل الاجتماعي في هذا المجال، وتأهيل الأطر الطبية وشبه الطبية العاملين داخل المؤسسات السجنية. وتلتزم وزارة الصحة، بموجب هذه الاتفاقية، بتيسير الولوج للخدمات الصحية داخل المؤسسات التابعة للوزارة، وإدماج المراكز الصحية للسجون في البرامج الوطنية للوقاية، وتعزيز الوقاية، والتشخيص المبكر والتكفل الطبي بنزلاء المؤسسات السجنية والنزلاء المفرج عنهم، وتنظيم حملات طبية لفائدة نزلاء المؤسسات السجنية. من جهتها، أوضحت لطيفة العابدة أن الاتفاقية الموقعة بين مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء ومؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج السرطان، تروم إرساء تعاون وتكامل وثيق بين المؤسستين من أجل تكفل أفضل بنزلاء المؤسسات السجنية والنزلاء المفرج عنهم المصابين بالسرطان. وأوضحت العابدة أن مؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج السرطان تلتزم بتنظيم حملات طبية على المستوى الوطني من أجل تشخيص داء السرطان لدى نزلاء السجون، والتكفل بالسجناء المصابين بالسرطان، وتتبع نظام علاج المستفيدين، وتيسير ولوج السجناء والسجناء السابقين المصابين بالسرطان للمراكز الاستشفائية، لاسيما المراكز الاستشفائية الجامعية والمراكز الجهوية للأنكولوجيا. وأضافت أن مؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج السرطان ستساهم، أيضا، في تأهيل الأطباء العاملين بالمؤسسات السجنية عبر تمكينهم من تكوينات خاصة. وتؤكد الاتفاقيتان الموقعتان تحت رئاسة جلالة الملك، أيده الله، مرة أخرى، عزم جلالته على أنسنة الفضاء السجني، كما تعززان الجهود المبذولة من طرف المملكة للنهوض بثقافة حقوق الإنسان، وحماية الحريات الفردية وبناء صرح دولة القانون.