علمت "المغربية" من مصادر مسؤولة أن السلطات بالجديدة عاشت، ليلة الخميس-الجمعة الماضية، حالة استنفار قصوى، بسبب احتفالات رأس السنة، والتي خلدها العالم في ظرفية خاصة جدا، تميزت بالتخوفات من التهديدات الإرهابية، التي دفعت دولا، مثل بلجيكا، إلى الاستغناء عن مظاهر الاحتفاء في الساحات والأماكن العمومية، أو إلى اتخاذ إجراءات احترازية، مثل فرنسا وألمانيا. وكان عامل إقليمالجديدة اعتمد، حسب مصدر استعلاماتي مطلع، تدابير عملية استباقية واحترازية، خلال لقاءات مراكز القيادة الأمنية الإقليمي مع ممثلي السلطات الإقليمية والمحلية والأمنية والدركية والاستخباراتية، من باب الحيطة والحذر، والحيلولة من ثمة دون وقوع حوادث إجرامية أو ذات طابع خاص. وشهدت ليلة الخميس-الجمعة الماضية انتشارا للقوات العمومية، في بعض أحياء وشوارع المدينة، تحت القيادة والإشراف المباشر لعامل الجديدة، السلطة الإقليمية الأولى، والمنسق الإقليمي الأول للمصالح الإدارية والأمنية بالإقليم. وتشكلت 6 لجان أمنية مشتركة، تحت قيادة باشا المدينة وقياد المقاطعات الحضرية السبع، وساهمت الفرق الأمنية المتحركة، التي كان قادتها وأفرادها يجوبون راجلين، القطاعات الترابية داخل المدار الحضري، في زرع الإحساس بالأمن والطمأنينة لدى المواطنين. لكن ذلك لم يحل دون وقوع حوادث، استدعت تدخل 12 سيارة إسعاف، 5 منها تابعة لثكنة الوقاية المدنية بالجديدة، و7 جرى استقدامها من الجماعات القروية، بغية الاستعانة بخدماتها وبأطقمها، في إطار التعبئة العامة المتعلقة بحالة الاستنفار والطوارئ. وزادت تدخلات سيارات الإسعاف، ليلة الخميس-الجمعة في مدينة الجديدة عن 30 تدخلا استعجاليا، جراء حوادث سير بسبب السكر والسياقة في حالته، وكذا الاعتداءات الجسمانية. إذ أقلت سيارات الإسعاف الضحايا والمصابين إلى المركز الاستشفائي الإقليميبالجديدة، حيث تلقوا العلاجات في قسم المستعجلات. وحسب مصدر مطلع، فإن عدد تدخلات سيارات الإسعاف كان مرتفعا جدا، وفاق بكثير التوقعات. وكشف مصدر صحي أن مستشفى الجديدة استقبل، ليلة الخميس الماضي 17 مصابا في حوادث سير، جلهم بسبب السكر والسياقة في حالته. كما تلقى ما يزيد عن 20 ضحية اعتداءات جسمانية الإسعافات والعلاجات في مستشفى الجديدة، وأدرج 11 مصابا من ضحايا الاعتداءات في سجلات المستشفى. تجدر الإشارة إلى أن ثمة ضحايا اعتداءات جسمانية آخرين فضلوا عدم الالتحاق بالمصالح الأمنية، وعدم تسجيل شكايات في الموضوع، لاعتبارات خاصة أو شخصية. ولم تخل مظاهر الاحتفال من حوادث غريبة وطريفة، رغم خطورة عواقبها، إذ وقع، على ما يبدو، عند بعض المراهقين والأطفال، خلط بين ذكرى عاشوراء ورأس السنة الميلادية. وقاموا بتخليد الذكرى، أو بالأحرى الذكريين، على طريقتهم الخاصة، بإضرام النيران في عجلات مطاطية، قطعوا بها طرقا تعرف حركات سير ومرور دؤوبة، مثل شارع النصر، في شطره الساحلي المحاذي لحي "سيد الضاوي"، وشارع "باندونغ"، بمحاذاة "القصر الأحمر".