كان مزوار شارك في الاجتماع الوزاري المخصص للأزمة الليبية في العاصمة الإيطالية، الذي حضره وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، والممثلة العليا لسياسةالأمن والشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيدريكاموغريني، وعدد من وزراء الخارجية العرب والأوروبيين. وأكد مزوار في كلمة ألقاها، خلال هذا الاجتماع، "أن ما ينتظره الأشقاء الليبيون من المنتظم الدولي هو دعمهم في تفعيل اتفاق المصالحة الذي تم التوصل إليه بالمغرب"، داعيا الجميع إلى حضور مراسم التوقيع النهائي على الاتفاق غدا بالصخيرات. وأضاف مزوار أن المغرب، الذي واكب ودبر ميدانيا هذا المسلسل السياسي، انتهى إلى خلاصة أساسية تتمثل في الثقة في قدرة الليبيين على الوصول إلى الحل السياسي وإنجاح مسار المصالحة، مؤكدا أن ما يجب التركيز عليه اليوم هو انخراط الفريق المدبر للمرحلة الانتقالية بليبيا من أجل إنجاح خارطة الطريق. وجدد الوزيردعوة المغرب لجميع وزراء الخارجية المشاركين في هذاالاجتماع للحضور إلى الصخيرات من أجل المشاركة في حفل التوقيع على اتفاق المصالحة، في 16 من الشهر الجاري، لدعم الفرقاء الليبيين، مشيرا إلى أن المغرب وفر كل الإمكانيات لإنجاح هذا الحدث المهم. كما طالب وزير الشؤون الخارجية والتعاون بإصدار مجلس الأمن لتوصية تدعم الحكومة الليبية وتواكب حمايتها، مشددا على أن الجميع واع بأن عدم التوقيع على الاتفاق ودعمه، سيصب في مصلحة "داعش"بليبيا، علما أن هذا التنظيم يريد أن يجعل من ليبيا قاعدة خلفية لانتشاره وتوسعه بالمنطقة. وأردف مزوار أن التحدي الأساسي يكمن في كيفية مواكبة المسلسل الانتقالي، علما أن الجانب الأمني يظل دون مستوى الحوار السياسي. وأكد الوزير أن المغرب سيستمر في دعم ليبيا في هذا الصدد،خاصة في ما يتعلق بالتكوين في المجال الأمني، وعبرعن ارتياحه لما جاء في البيان الختامي للاجتماع، الذي عبر عن الرؤية والإرادة المشتركة للجميع في إنجاح المحطة الانتقالية والحكومة المنبثقة عن اتفاق الصخيرات. من جهة أخرى،أعرب الوفد الليبي المشارك في المؤتمرالدولي بروما عن "امتنانه" للمغرب، للجهود التي يبذلها منذ حوالي سنة، من أجل دعم الحوار بين الأطراف الليبية. وقال صلاح المخزوم، المسؤول ببرلمان طرابلس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، باسم الوفد الليبي، "نعرب عن امتناننا للمغرب، ملكا وشعبا وحكومة، لجهوده منذ حوالي سنة من أجل توفير مناخ ملائم للحوار والتوافق بين الليبيين". وأضاف "لا يمكننا إلا أن ننوه بالعمل الذي قام به المغرب من أجل التقريب بين مواقف الأطراف الليبية " خاصة خلال مشاورات الصخيرات. وأشار المخزوم إلى أن "هذه الجهود أثمرت في الأخير اتفاقا في غاية الأهمية، سيوقع في 16 دجنبر في هذه المدينة المغربية بدعم من المجموعة الدولية" معتبرا أن الأمر يتعلق "بيوم سعيد بالنسبة لليبيين الذين يطمحون إلى وحدة بلادهم". وأكد أن الحكومة الليبية المقبلة ستواجه، بالتأكيد، "تحديات كبيرة "، غير أن الأساسي هو الحفاظ على وحدة البلاد". وحسب المخزوم فإن الوفد الليبي بمؤتمر روما "يمثل غالبية الليبيين الذين يأملون في أن يعيش بلدهم في سلام وأمن، ويدعمون الحل السياسي لهذه الأزمة". وبعدما ذكر بأن مجموع الفاعلين الليبيين المشاركين في الحوار في ليبيا حضروا مؤتمر روما، أشار المخزوم إلى أن حفل التوقيع على الاتفاق الليبي بالصخيرات سيتميز بمشاركة، على الخصوص، "أعضاء الوفد المشارك في مؤتمر روما، وزعماء الأحزاب السياسية، ورؤساء البلديات، وشيوخ القبائل... جميع الليبيين سيكونون ممثلين خلال هذا الحدث المهم في تاريخ ليبيا". ووجه المؤتمر الدولي حول ليبيا، المنعقد أول أمس الأحدبروما، نداء بالوقف الفوري لإطلاق النار، وتشكيل حكومة وحدة لوضع حد لحالة الانهيار التي تشهدها البلاد. وأكد المشاركون في هذا المؤتمر المهم في بلاغ مشترك "ندعو جميع الأطراف إلى قبول الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار في ليبيا بأكملها"، مجددين التأكيد على التزامهم بتقديم المساعدة الإنسانية لهذا البلد. وأضاف البلاغ المشترك أن تشكيل حكومة وحدة وطنية مقرها طرابلس ضروري لمواجهة، بشراكة مع المجموعة الدولية، التحديات التي يواجهها البلد في المجالات الإنسانية والاقتصادية والأمنية"، معربين عن دعمهم "لجهود الشعب الليبي لجعل البلاد دولة ديمقراطية مزدهرة وموحدة".