تظل الأفلام غير المشاركة في المسابقة الرسمية وفية لبرمجة المهرجان، التي دأبت على الانفتاح على أفلام جديدة كان أبطالها نجوما، وتناولت موضوعات قوية، فضلا عن أنها تحظى بإعجاب جمهور السينما، كما هو الحال بالنسبة للفيلم المغربي الجديد "المسيرة الخضراء" لمخرجه الشاب يوسف بريطل. يناقش هذا الفيلم، الذي سيعرضه مساء غد الخميس بقاعة الوزراء، حدث المسيرة الخضراء ويساهم في تعريف الأجيال الصاعدة بهذا الحدث الوطني. ويبرز الفيلم، وهو أضخم عمل سينمائي مغربي، وقائع تنظيم المسيرة والاستعدادات لإنجاح هذه الملحمة الخالدة، وإصرار المغاربة على المشاركة بكثافة من أجل تحرير الأقاليم الصحراوية، ويعود الفيلم بذاكرة المشاهدين إلى سنة 1975، ويحكي قصة 350 ألف متطوع ومتطوعة يتحركون نحو هدف واحد، انطلقوا في مسيرة سلمية تجاوبا مع نداء جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، متوجهين لاسترجاع الأقاليم الصحراوية. وشارك في الفيلم، الذي صور في عدد من المدن المغربية كالرباط وطرفاية والعيون، ألمع النجوم التلفزيونية والسينمائية الوطنية من جيل الرواد والشباب، ومحمد خيي، ومحمد الشوبي، وإدريس الروخ، ورشيد الوالي، وهشام الوالي، ومراد الزاوي، وعدد من الوجوه النسائية، فضلا عن مشاركة مواطنين مثلوا مختلف جهات المغرب في المسيرة الخضراء. ويعتبر هذا الفيلم السينمائي الروائي الطويل الثاني في مسار الممثل والمخرج يوسف بريطل بعد فيلمه "الشعيبية"، الذي رصد جزءا من حياة الفنانة التشكيلية الراحلة الشعيبية طلال، إذ رغب المخرج في التعريف ببعض الحلقات الحاسمة في تاريخ المغرب، فكان من البديهي أن يفرض موضوع المسيرة الخضراء نفسه عليه. وحصل بريطل، المولود بمدينة مكناس، على جائزة أحسن دور رجالي في فيلم "سميرة في الضيعة" لمخرجه لطيف لحلو، وأدى دور البطولة في" أندلس مونامور" لمخرجه محمد نظيف، كما اشتهر إعلاميا بتقديم برنامج "صنعة بلادي" لعدة مواسم. وتستقبل فقرة المهرجان "نبضة قلب"، المتعلقة باستكشاف الأعمال الإبداعية هذا العام أفلاما تبرز تزايد أنماط التعبير ومواضيع أنتجت بشكل مشترك، من قبيل فيلم "ليلى جزيرة المعدنوس" لمخرجه أحمد بولان، الذي أنتج بشكل مشترك مع إسبانيا، ويتطرق لموضوع حظي باهتمام سياسي بين البلدين الجارين، ويحكي عن قضية وطنية أخرى تتعلق بجزيرة ليلى، التي خلقت نزاعا بين المغرب وإسبانيا عام 2002. واختارت دورة 2015 من المهرجان الدولي للفيلم، المنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، برمجة غنية وممتعة، من خلال تنوع وقوة في أفلام المسابقة الرسمية، ولجنة التحكيم، فضلا عن مسابقة أفلام المدارس الخاصة بأفلام المعاهد والكليات والجامعات، ومنتديات للحوار السينمائي (ماستر كلاس)، والتي سيديرها ويؤطرها ثلاثة وجوه سينمائية عالمية.