تحدث رئيس المجلس الإقليميلسطات عن "تعثرات المسار التنموي الحاصل على مستوى الجماعات بالإقليم"، داعيا إلى التنسيق والتشاور في شأنها بين مختلف مكونات الجماعات الترابية والقطاعات المعنية بالجهة ومعالجتها في إطار "استراتيجية مستدامة وفعالة" من قبيل الشبكة الطرقية، التي "توجد في وضعية متدهورة تنقصها الصيانة، وإنشاء منطقة للأنشطة الاقتصادية، لتحسين جاذبية الاستثمار بالإقليم وإحداث معرض وطني للحبوب والقطاني". وعلى مستوى القطاع الفلاحي، أوضح رئيس المجلس الإقليميلسطات أن الإقليم يوفر 12 في المائة من إنتاج الحبوب على الصعيد الوطني، إلا أنه لم يحظ إلا بخمسة مشاريع من برنامج المخطط الأخضر، بالإضافة إلى غياب قطب فلاحي ومشاريع صناعية مهمة، ودعا إلى إنشاء منطقة للأنشطة الاقتصادية لتحسين جاذبية الاستثمار بالإقليم وإحداث المعرض الوطني للحبوب والقطاني. كما أكد الرئيس على ضرورة تكثيف الجهود لتوسيع قاعدة استفادة الجماعات بالإقليم من برامج التأهيل الحضري، مع التذكير بالإكراهات التي يعاني منها قطاع الخدمات الاجتماعية بشكل عام. من جهته، قال والي جهة الدارالبيضاء سطات، خالد سفير، إن الملتقى الجهوي الثالث يعد حلقة ضمن مجموعة من الملتقيات الجهوية، الرامية للوقوف على مكامن القوة والضعف ورصد مختلف الإكراهات التي تحول دون تحقيق الإقلاع الاقتصادي المنشود، لرسم مخطط تنموي يخص الجهة والإقليم، يستجيب للانتظارات ويستشرف التطلعات ويغطي كافة مكونات المجال الترابي بشكل متكافئ وعادل. في السياق نفسه، أبرز رئيس المجلس الجهوي، مصطفى بكوري، أن إقليمسطات يشغل حيزا مهما واستراتيجيا بالجهة، ويمتلك مؤهلات طبيعية وبشرية من شأنها إعطاء قيمة مضافة للمسلسل التنموي الجهوي، إذا جرى تفعيلها واستثمارها على الشكل الأمثل، مضيفا أن الملتقى يشكل محطة تفاعلية مع مختلف انتظارات سكان الإقليم، وبحث سبل الاستجابة للحاجيات الملحة المعبر عنها، وتجاوز الإكراهات المرصودة، وفق "تصور شمولي متوازن ومندمج لجل القطاعات الحيوية". وقدم عامل إقليمسطات بالنيابة عرضا حول الإقليم، تطرق فيه لمختلف الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، التي يراهن عليها الإقليم لإرساء مقاربة استراتيجية متكاملة على أساس صلب للتنمية المستدامة، من الناحية اللوجستيكية أو الصناعية أو الفلاحية، بحكم قربها من أهم الشبكات الطرقية والسككية على الصعيد الوطني، وقربها من أهم سوق استهلاكية بالدارالبيضاء. يشار إلى أن الدورة تمحورت حول الإكراهات المرصودة، من قبيل تآكل الشبكة الطرقية وضعف البنيات السقوية، وتشتت وصغر المساحات الفلاحية، والاستغلال المفرط للمياه الجوفية، وضعف تمويلات القطاع الفلاحي وهشاشة بنيات الاستقبال، والتجهيز بمؤسسات التعليم، وتدني مستوى الخدمات الاجتماعية. وبرمجت خلال الملتقى زيارات لبعض المرافق والمنشآت التنموية بإقليمسطات، كالقطب الصناعي "سطابارك"، ومركب لوجنتيك بجماعة سيدي العايدي، وقدمت توضيحات تهم الكلفة الإجمالية للمشروعين، والمساحة والمرافق المهيكلة لهما، والإسهامات السوسيو اقتصادية المرتقبة لهاتين المنشأتين على مستوى جلب الاستثمارات وخلق فرص الشغل.