قررت وزارة الصحة تمكين المرضى المصابين بأمراض مزمنة من اللقاح الخاص بالأنفلونزا الموسمية، إلى جانب توفير لقاح "البنوموكوك"، خلال موسم الخريف المقبل، للمساهمة في الرفع من مناعة هذه الفئة، صغارا وكبارا، بالنظر إلى استمرار جائحة "كوفيد "19، في انتظار التوصل إلى لقاح فعال وآمن. ويهدف القرار إلى التخفيف من وطأة الأنفلونزا وتبعاتها، التي تتسبب في وفاة ما بين 250 و650 ألف شخص عبر العالم، سنويا، وتصيب ما بين 3 و5 ملايين شخص سنويا، وفقا لما تحدث عنه البروفيسور خالد آيت الطالب، وزير الصحة، خلال مداخلته في أشغال الندوة الافتراضية التي نظمتها الجمعية المغربية للعلوم الطبية، زوال السبت، خصصت أشغالها لمناقشة أهمية التلقيح ضد الأنفلونزا الفصلية في ظل انتشار عدوى فيروس "كوفيد19" وضد "البنوموكوك" وفيروس الورم الحليمي البشري. ويكتسي اللقاح أهمية بالغة لوقاية المصابين بأمراض مزمنة والحوامل والمسنين والرضع، رغم عدم فعالية اللقاح ضد "كوفيد 19"، إلا أنه يعتبر أحد الوسائل الوقائية التي سيتم اعتمادها، إلى جانب الحرص على تطبيق التدابير الوقائية الأخرى. وذكر وزير الصحة، أن المغرب يشق طريقه بعزيمة قوية وإصرار كبير لمواجهة جائحة كورونا، متسلحا بالتعليمات الملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تعتبر خارطة طريق للحكومة المغربية وللشعب المغربي، يدا في يد، في مواجهة الجائحة، ما مكن المغرب من تفادي سيناريوهات قاتمة. وأكد المتحدث نفسه، أن المغرب يوجد، حاليا، في وضعية مطمئنة رغم حالات الوفيات المسجلة بسبب الجائحة، وارتفاع أعداد الإصابات بعدوى الفيروس، في الآونة الأخيرة، بعد رفع الحجر الصحي والتخفيف من وضعية الطوارئ الصحية، التي صاحبها رفع معدلات اختبارات الكشف عن الفيروس، للمساهمة في العودة التدريجية للحياة الطبيعية، اقتصاديا واجتماعيا. وفي الآن نفسه، وصف وزير الصحة الوضعية الصحية التي يمر منها المغرب بالصعبة، التي تتطلب تضافرا للجهود بالانخراط الفردي والجماعي، مشددا على ضرورة التقيد بوضع القناع والتباعد الجسدي وغسل أو تعقيم اليدين، وعدم التراخي والاستخفاف بالإجراءات الوقائية، كونها الوصفة الفعلية للحد من اتساع دائرة انتشار العدوى، الذي تدل كل المؤشرات على وجوب التعايش مع الفيروس لأشهر أخرى، في انتظار نتائج الاختبارات السريرية الجارية لأجل الوصول إلى لقاح فعال وآمن. ونبه المسؤول الحكومي، إلى أن إحياء عيد الأضحى لهذه السنة، يأتي في ظرفية استثنائية وعصيبة، يقتضي خلاله التحلي بالنضج والمسؤولية، من خلال تفادي الزيارات غير الضرورية وتفادي المصافحة والعناق والتقبيل حين اللقاء بين أفراد الأسرة الواحدة، والحرص على تطبيق التدابير الوقائية في التجمعات العائلية، بما فيها التباعد الجسدي لتفادي الإصابة بفيروس "كوفيد 19". وأكد وزير الصحة، أن العودة لتطبيق الحجر الصحي أمر وارد في كل لحظة وحين، إذا ما لم يتم احترام التدابير الوقائية من الإصابة بعدوى الفيروس، الذي بات يهدد حتى الشباب والأشخاص غير المصابين بأمراض مزمنة، حتى لا تضيع جهود جميع من تواجدوا في الصفوف الأولى لمواجهة الجائحة. وفي هذا الصدد، حث الوزير على نشر ثقافة الوقاية، باعتبارها أهم شرط للصحة الجيدة، ومنها تشجيع العمل عن بعد واستثمار الرقمنة إيجابيا وحصر تحركات المسنين والمصابين بأمراض مزمنة على الأمور الضرورية، وتهوية فضاءات العمل وتعقيمها وغيرها من الإجراءات الوقائية الأخرى لتفادي عدوى فيروس "كوفيد19".