سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أساتذة التعليم العالي يلحون على دعم البحث العلمي في الميادين الغذائية والصحية خلال لقاء جمع بين رئيسة جامعة الحسن الثاني وأعضاء مكتب النقابة الوطنية للتعليم العالي
كشفت مصادر نقابية عن مطالبة أساتذة التعليم العالي بالرفع من الميزانية المخصصة للبحث العلمي من أجل اعتماد المغرب على طاقاته الفكرية وتوفير ما يحتاجه من مواد ومعدات في الميادين الغذائية والصحية. وجاءت الدعوة إلى دعم البحث العلمي خلال لقاء جمع، أخيرا، بين رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء وأعضاء المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي، حول ملفات مرتبطة بمنظومة التعليم وبالآليات الرامية إلى تطويره. وعلاقة بالموضوع قال محمد أبو النصر، الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بجهة الدارالبيضاءسطات، ل"الصحراء المغربية" إن المغرب في حاجة إلى الاعتماد على طاقاته الوطنية من أجل مواجهة الآفات المستقبلية مستدلا في هذا بما جرى إنجازه من أجل مواجهة فيروس كورونا. وأضاف أبو النصر أن دعم البحث العلمي كان وما زال مطلبا ملحا من أجل توظيف ما يزخر به طاقات فكرية خاصة فيما يتعلق بالبحث في مجال الغداء والدواء. وبالمناسبة تطرق إلى المشاكل التي كشفت عنها جائحة كورونا بالنسبة لعدد من الدول بما فيها التابعة للاتحاد الأوروبي وما خلفته من انعكاسات خاصة في الجانب الصحي بسبب ضعف التضامن والتعاون الدولي. ولم يفت الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي إشارته إلى عرض ملفات آنية خلال اللقاء الذي جمع أعضاء المكتب برئيسة جامعة الحسن الثاني وضمنها المتعلقة بإحداث مرصد للبحث العلمي، وإنجاز بنايات جديدة والرفع من المناصب المالية من أجل سد الخصاص إلى جانب توفير المعدات الخاصة بالجامعة وضمنها وسائل النقل التي تساهم في نقل الطلبة الباحثين في عدد من الشعب خلال تنظيم الخرجات الميدانية. وأفادت النقابة الوطنية للتعليم العالي في تقرير حول لقاء أعضائها مع رئيسة جامعة الحسن الثاني أن المكتب الجهوي للنقابة تقدم بعرض مذكرة مطلبية تضمَّنت تصوره في منهجية التسيير والتدبير البيداغوجي وضرورة إشراك مجلس الجامعة في أهم المحطات التي واكبت ظروف الحجر الصحي، وتشجيع وتحفيز البحث العلمي مع الرفع من ميزانيته، وتسهيل مساطر صرفها. وأكد أعضاء هذا المكتب أن التدريس عن بُعد بالرغم من أهميته، لا يمكنه تعويض التعليم الحضوري، وأنه يتطلب تكوينا خاصا، وتجهيزات، ومعدات ضرورية من حاسوب، وصبيب مجاني بالألياف البصرية لفائدة الطلبة والأساتذة وذلك ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص، والحق في التعليم للجميع. كما ألح المكتب على احترام القوانين المنظمة لمؤسسات التعليم العالي، وعقد اجتماعات مجالس المؤسسات والجامعة قصد مناقشة الوضعية الحالية وما بعدها والاستعداد لما بعد الحجر الصحي. وفيما يتعلق بجائحة كورونا، أكد المكتب الجهوي على ضمان الحماية بالنسبة للأساتذة والطلبة والإداريين عبر توفير الكمامات ووسائل التعقيم في كل مرافق المؤسسات واحترام المسافة بين الأشخاص، واقترح إحداث مرصد متعدد التخصصات لمتابعة ومواجهة الآفة، يضم باحثين في مجال الصحة والاقتصاد والعلوم الإنسانية والاجتماعية. وطالب المكتب بتقييم عملية التدريس عن بعد واستدراك ما يمكن استدراكه من اختلالات في التدريس والتكوين حفاظا على الجودة في عملية الامتحانات، وبالخصوص الدروس التطبيقية، وانجاز مشاريع البنايات الجديدة لحل مشكل الطاقة الاستيعابية بالمؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح، وإحداث مناصب مالية جديدة لتجاوز النقص في نسبة التأطير وإمكانية توفير وسائل التنقل للخرجات الميدانية. وفي الجانب الاجتماعي، طالب المكتب الجهوي بإحداث مشروع سكني اجتماعي على غرار مشروع النسيم لفائدة أساتذة الجامعة تحت إشراف النقابة وبإحداث نوادي الخدمات الاجتماعية تابعة للجامعة وتجهيزها بالمعدات الضرورية الرياضية والثقافية والترفيهية، وتسهيل مساطر الحصول على التأشيرة وإحداث خلية مكلفة بذلك وابرام اتفاقية بين الجامعة والتعاضدية العامة لأساتذة التربية الوطنية بهدف تدبير الملفات الطبية والبحث عن سبل التخفيف من معاناة الأساتذة بما في ذلك التأمين عن حوادث الشغل والبحث عن شراكات مع مصحات لهذا الغرض. ومن جانبها عبرت رئيسة الجامعة، حسب التقرير، عن استعدادها للتعاون مع المكتب الجهوي من أجل ضمان السير العادي للفضاء الجامعي في تطابق مع المشروع التنموي الجديد للجامعة الذي يرتكز أساسا على الحكامة الرقمية، والإبداع العلمي والبيداغوجي، وإدماج الخريجين، التدويل، والدمج في حياة الجامعة ومحيطها. وذكرت رئيسة الجامعة بأن الرهان الذي فرضه السياق الاستثنائي المرتبط بحالة الطوارئ الصحية، تعلَّق في بداية الأمر بمواجهة تداعيات الجائحة مع إنجاح تجربة التعليم عن بعد، الذي كان ضروريا لضمان استمرارية التحصيل البيداغوجي للطلبة. واعتبرت المتحدثة التعليم عن بعد تجربة جديدة قرضت على الواقع بطريقة جد قهرية، لكن بالانخراط الفعلي للسادة رؤساء المؤسسات والأساتذة الباحثين والموظفين والطلبة، ربحَت الجامعة الرهان، وهي التي تتوفر على ما يناهز 397 مسلك موجهة لأكثر من124 ألف طالب، حيث أصبحت الآن تتوفر على منصة رقمية فعَّالة خاصة بها، وقابلة للتطوير، تضم حاليا عرض بيداغوجي رقمي شامل لكل المسالك، وما يناهز 12000 مضمون رقمي تمم إنجازه خلال فترة الحجر الصحي. ولم يفت المتحدث تذكيرها بأن جزء من هذه المضامين الرقمية جرى تسجيله في استوديو المكتبة الجامعية محمد السقاط الحديث العهد، والذي ساهم كذلك في عملية النقاش العمومي حول جائحة كورونا من خلال تسجيل موائد حوارية نقلتها القناة التلفزية الرياضية والإذاعة الجهوية.