رغم الظرفية الاستثنائية التي تمر منها كرة القدم العالمية، بسبب جائحة "كورونا"، إلا أن فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم حاول تدبير الأزمة أو المرحلة بأقل الخسائر، بفضل عمل ومجهود مكتبه المسير، حسب قول رئيسه سعيد الناصيري، في تصريح ل"الصحراء المغربية". ومن أبرز الخطوات التي اعتمدها الفريق الأحمر خلال فترة التوقف المنافسات الكروية، أنه حافظ على إيقاع تسييره من خلال صرف كامل الأجور الشهرية لجميع اللاعبين والطاقم التقني بصورة طبيعية، ولم يحدث أي تغيير في هذا الجانب، رغم كل الإكراهات، والظرفية الصعبة. وتقنيا، وبتنسيق مع المدرب الإسباني خوان كارلوس غاريدو، قام الطاقم التقني بمد اللاعبين ببرنامج تدريبي يومي من أجل الحفاظ على لياقتهم البدنية. وينتظر أن يباشر غاريدو، رفقة مساعديه، التحضير لبرنامج تدريبي، بعد تلقي الضوء الأخضر لذلك، ولقرب استئناف المنافسات الكروية، من خلال برنامج طبي وبدني دقيق، خصوصا أن لاعبي الوداد ملزمون باستعادة طراوتهم البدنية والانسجام فيما بينهم، بعد توقع دام ثلاثة أشهر. الانخراط الوطني حرصت إدارة الوداد البيضاوي على المشاركة في حملة دعم والمساهمة للتصدي لجائحة فيروس "كورونا"، مسخرة كل الإمكانات والوسائل، بداية من الحملات التوعوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما استعان الفريق الأحمر بنجومه لإنجاح المبادرة التضامنية التي أطلقها في مواجهة الفيروس، إذ أعلن عن خوض مباراة افتراضية ضد "كوفيد 19"، وفتح الباب أمام جماهيره العريضة لشراء التذاكر على أن تذهب العائدات لصندوق الوطني لمكافحة الوباء، والذي أحدثه جلالة الملك محمد السادس. هذه المبادرة الوطنية، جعلت الفريق الأحمر يتبرع إلى الصندوق المذكور بمبلغ مالي قدر ب 123 مليون سنتيم، بفضل اقتناء كل التذاكر التي طرحها لجمهوره. إلى جانب ذلك، تبرع مجموعة من لاعبي الوداد في الصندوق الوطني، على غرار عبد اللطيف نصير، وصلاح الدين السعيدي. إضافة إلى ذلك، وضع فريق الوداد مركبه ببوسكورة تحت تصرف السلطات، في إطار مساهمته في التعبئة الوطنية لمحاربة انتشار جائحة "كورونا"، وآثارها. وأوضح النادي، في بلاغ نشره عبر موقعه الرسمي، أنه قرر بتفاعل مع جميع مكوناته، وضع مركبه ببوسكورة، المعروف سابقا ب"ويلنس"، تحت التصرف التام لسلطات، بجميع مرافقه، من وحدة فندقية، ومعدات مختلفة، وفضاءاته الرياضية، وذلك طيلة المدة اللازمة لتجاوز هذه المرحلة. التحضير لما بعد "كورونا" تحضيرا لاستئناف النشاط، قامت إدارة الوداد بعملية تعقيم وتجهيز ملعبه محمد بنجلون المخصص للتداريب، بممر كاشف للحرارة يشتغل بالتكنولوجية الحديثة، وأن هذه التقنية سيتم توظيفها في كل ركن من أركان الملعب المذكور. وأكد الفريق الأحمر، في بلاغه، أن جميع مستخدمي النادي، وأعوانه، ولاعبوه، وزواره سيمرون عبر الممر من أجل الكشف عن حرارة الجسد، وللرصد أي ارتفاع يفوق المعدل الطبيعي، بشراكة مع شركة HITECKLAND المتخصصة في توزيع المعدات التكنولوجية الحديثة. وبهذه الخطوة، أصبح الفريق الأحمر الأول وطنيا وقاريا، الذي يعتمد على هذه التكنولوجيا، على أن يتم تدريب بعض الموظفين على استخدام المعدات الجديدة. وأكد سعيد الناصيري أن هذه الخطوة لن تكون الأخيرة، في إطار التصدي لانتشار فيروس "كورونا"، وقال "منذ اليوم الأول على ظهور هذه الجائحة بالمغرب، نحن نبتكر كل يوم مبادرة للتصدي لهذا الفيروس بكل ما تسني لنا من إمكانات ووسائل". غاريدو يوجه رسالة معنوية بعث الإسباني خوان كارلوس غاريدو، مدرب الوداد البيضاوي، رسالة للاعبيه وللطاقم الفني، وكذا للجماهير، للرفع من معنويات الجميع من أجل التضامن للانتصار على وباء "كورونا"، وقال، خلال تدوينة عبر صفحته الرسمية على "أنستغرام"، "أريد أن أبعث برسالة تشجيعية للاعبين والطاقم التقني والطبي والرئيس وجميع موظفي النادي..، وقبل كل شيء لجمهورنا الوفي: دعنا نواصل الكفاح. نحن نقاوم. نريد العودة. لنبقى أقوياء في السعي لتحقيق أهدافنا". وأضاف المدرب الإسباني "نريد أن نتدرب من جديد، وأن نلعب منافسات البطولة مرة أخرى، نريد لعب دوري أبطال إفريقيا، نريد أن نظهر قدرتنا على المنافسة، ورغبتنا في الفوز وشجاعتنا في الميدان. لجميع مشجعي الوداد … كلنا معا للفوز مرة أخرى".
3 أسئلة لرئيس الوداد البيضاوي لكرة القدم الناصيري: الطاقم التقني وضع برنامجا دقيقا للاعبين كيف تعاملت إدارة الوداد مع أزمة وباء فيروس "كورونا"؟ أولا، نادي الوداد البيضاوي لكرة القدم من ضمن الفرق الوطنية التي التزمت بالحجر الصحي الذي فرضته السلطات المختصة، بعد توقف الأنشطة الرياضية بصفة نهائية. ثانيا، كإدارة نادي الوداد حاولنا تدبير المرحلة بعقلانية وحكمة، ونحن في الطريق الصحيح للخروج من هذه الأزمة الصعبة، والتي يعاني منها جميع الأندية الوطنية، وأيضا العالمية، بأقل خسائر. على مستوى الشق التقني، الطاقم التقني للفريق الأحمر قام بعمله كما يجب من خلال وضع برنامج دقيق للاعبين من أجل انجاز تداريبهم اليومية في منازلهم للحفاظ على لياقتهم البدنية، والأمر ذاته ينطبق على حراس المرمى. وأعتقد أن هذه العملية تجرى بصورة جيدة، انطلاقا من تتبع الطاقم التقني لمراحل تداريب اللاعبين، الذين يتوقون إلى استئناف المنافسة الكروية، وأملنا كفريق، وحامل اللقب، أن تستأنف منافسات البطولة الوطنية الاحترافية في أقرب وقت ممكن. ماهي أبرز الإجراءات المتخذة من أجل تدبير الأزمة؟ نادي الوداد البيضاوي لكرة القدم مثل باقي الأندية الوطنية والعالمية التي تأثرت بوباء فيروس "كورونا"، وهذا الأمر سيكون له تبعاته، لكن كفريق عمل اجتهدنا، قدر المستطاع، لتدبير المرحلة بعمل وبمجهود مضاعف من أجل إيجاد الحلول المناسبة والسريعة، ونتمنى التوفيق في ذلك. وفي انتظار رفع الحجر الصحي، وخروج بلدنا العزيز منتصرا على هذا الوباء، سنحاول تقييم هذه الوضعية، وسنعد تقريرا مفصلا وخاصا عن هذه المرحلة التاريخية، التي لم يسبق العالم أن شهد مثلها، للخروج بخلاصات واستنتاجات دقيقة، ويمكن أن نطلع الرأي العام عليها من خلال لقاء إعلامي في الوقت المناسب لتقديمه لوسائل الإعلام الوطنية. بخصوص أجور اللاعبين والطاقم التقني، هل تم تخفيض نسبتها؟ إدارة فريق الوداد البيضاوي حافظت على إيقاعها، وقامت بصرف الأجور الشهرية لجميع اللاعبين والطاقم التقني بصورة طبيعية، ولم يحدث أي تغيير في هذا الجانب.