أكد محمد العربي بلقائد رئيس جماعة مراكش، خلال ترأسه، أول أمس الاثنين بقصر البلدية، لقاء تواصلي مع ممثلو هيئات أرباب النقل السياحي، أن الاهتمام بتقوية وتشجيع السياحة الداخلية واستقبال الزوار المغاربة من خلال عروض مغرية وتفضيلية، هو المدخل الأساسي لإعادة الدينامية للقطاع السياحي خلال المرحلة القريبة المقبلة، خاصة بالنسبة لمدينة مراكش التي تعتبر العاصمة السياحية بالمملكة، وما يرتبط بها إلى جانب الفنادق والمطاعم والمقاهي من أنشطة موازية كالنقل السياحي والصناعة التقليدية. من جانبهم، ثمن ممثلو هيئات أرباب النقل السياحي في تدخلاتهم هذه البادرة الطيبة والمحمودة التي أطلقتها جماعة مراكش والمتمثلة في اللقاءات التشاورية مع الفاعلين الاقتصاديين والمهنيين بالمدينة، خصوصا في هذه الظرفية الصعبة، علما أن قطاع النقل السياحي يعتبر احد المكونات الرئيسية في المنظومة السياحية، إلا انه لا يحظى بالاهتمام اللازم إلا ناذرا ولا يجد من يدافع عنه، مذكرين بالجهود المبذولة من طرفهم، ومساهمتهم في ظل هذه الجائحة من خلال تخصيصهم لأزيد من 45 حافلة لنقل الأطباء والأطقم الصحية بالمجان ودون مقابل مادي خلال فترات علاج مرضى كورونا "كوفيد 19". وأكدت بعض المداخلات أنه لا يجب الرهان كثيرا على السياحة الداخلية لانقاد القطاع، لاعتبارات متعددة ترتبط بالميزانية التي يخصصها المغربي للسفر وعدد ليالي المبيت، والتزامن مع عيد الأضحى وضعف القدرة الشرائية، في حين أكد باقي المداخلات أن تجاوز الطريقة القديمة في الاشتغال، والقيام باكتشاف مناطق سياحية متميزة بالمغرب وما يزخر به، بدل الاكتفاء بالنقل من وإلى المطار، أو من مراكش إلى مدن مجاورة فقط، كفيل بالنجاح في تنمية السياحة الداخلية وتطويرها. كما طالب المتدخلون بتنمية القطاع السياحي في إطار الجهوية المتقدمة، والاعتماد أساسا خلال المهرجانات والمنافسات المحلية على الموارد واللوجستيك المتوفر محليا بدل الاستيراد من جهات أخرى، حيث يشكل أسطول مدينة مراكش ثلث الأسطول الوطني من سيارات النقل السياحي وذلك لإرجاع الثقة في السياحة الداخلية. وذكروا بأهمية السياحة بالنسبة لمدينة مراكش، وارتباطها بالصناعة التقليدية، حيث تعتبر مراكش الوجهة السياحية الأولى على صعيد المملكة دون منازع، وأنها تحتل مراتب جد متقدمة قاريا وعالميا، مما وجب الترويج لها بما يناسب هذا المستوى، وإعداد عمليات إعلامية وإنتاج تسجيلات سمعية بصرية في إطار الشراكة بين جماعة مراكش ومديرية وزارة السياحة، للترويج للمدينة والجهة، وتحسيس السائح بالتوفر على جميع المقومات والظروف المناسبة، وفي مقدمتها الأمن والسلام. وأشار ممثلو مهني النقل السياحي إلى أن توقفهم عن الاشتغال منذ شهر مارس الماضي مما أثر على وضعيتهم الاقتصادية والاجتماعية، وما نتج عنه عدة مشاكل مع مؤسسات وطنية، ومنها بالأساس قطاع الأبناك التي طالبت بالفوائد عن الديون رغم مخرجات لجنة اليقظة، مما جعلهم يتقدمون بمراسلات إلى الجهات الحكومية الوصية وعلى رأسها وزارة السياحة، وكذا إلى العديد من الفرق البرلمانية، للتدخل وإيجاد حل مناسب مع الأبناك، تفاديا لإفلاس القطاع بشكل تام. وثمن أعضاء المجلس الجماعي جودة المرافعات المقدمة، وتم الخروج بمجموعة من التوصيات منها، عقد لقاء خاص مع المكتب الصحي الجماعي وتنظيم دورات تكوينية حول سبل الوقاية الصحية، والتحسيس بالإجراءات الاحترازية والوقائية الأساسية، كما وافق على مراجعة ودراسة محطات ومواقف سيارات النقل السياحي، لمعرفة الممكن والمتاح نظر للضغط الذي تشهده المراكن، ورحب بالتنسيق للعمل على حل المشاكل المالية والمهنية مع الأبناك، وهي نقطة يجب أخذها بجدية، لارتباطها بشريحة واسعة من شغيلة القطاع. ويندرج هذا اللقاء، في إطار سلسلة اللقاءات التواصلية والتشاورية التي ياشرتها جماعة مراكش مع الفاعلين الاقتصاديين والمهنيين بالمدينة، للتداول حول الآثار الاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا "كوفيد 19".