فاد البروفيسور جعفر هيكل، أستاذ الطب الوقائي، اختصاصي في الأمراض التعفنية والوبائية، تنويهه بأهمية التدابير التي اتخذتها السلطات المغربية لأجل احتواء جائحة فيروس "كوفيد19"، سواء منها التدابير الوقائية من إعلان الحجر الصحي وإلزامية ارتداء الكمامة والتشديد على شروط النظافة وغيرها من التدابير المانعة للعدوى، إلى جانب التدابير الرامية إلى توفير مخزون الأدوية والتخفيف من التبعات الاجتماعية والاقتصادية للوباء عبر إحداث صندوق "كوفيد19"، وفقا لتعليمات جلالة الملك محمد السادس. وأكد هيكل، الذي حل ضيفا على حلقة L'info en face لمنشطه رشيد حلاوي، التي تبثها مجموعة Le MATIN ، أول أمس الاثنين، والتي خصصت لمناقشة مجموعة من الجوانب المتعلقة بالوضعية الوبائية لفيروس "كوفيد 19"، على ضرورة اعتماد السلطات الصحية على توسيع عملية إجراء الكشف المبكر عن الإصابة بالفيروس، لأجل خفض مستوى انتشار العدوى ب"كوفيد19" من قبل ناقلي العدوى المحتملين، من خلال التعرف المبكر عن الحالات المؤكدة والتحكم في المخالطين، وبالتالي خفض عدد الحالات الحرجة والخطرة التي تتطلب إحالتها على الإنعاش الطبي ووقف نمو الحالة الوبائية للفيروس. ويأتي هذا المطلب سيما في ظل الوضعية الوبائية الراهنة المتمثلة في انتقال الوضعية الوبائية من مرحلة تسجيل حالات الإصابة الوافدة إلى حالات مؤكدة محليا، بعد ظهور بؤر وحالات عدوى عائلية محلية. وتقدر نسبة التشخيص عن الإصابة بالفيروس في المغرب، حاليا، ب450 عملية تشخيص لكل مليون نسمة، أي قرابة 13 ألف اختبار، 20 في المائة هي لحالات مؤكدة، بينما يفترض إجراء 100 ألف اختبار، التي قد ترفع عدد الإصابات المؤكدة إلى 20 ألف حالة مع توسيع رقعة إجراءات هذه الكشوفات، يضيف اختصاصي الأمراض الوبائية. وأبرز هيكل، أن الوضعية الوبائية للفيروس لم تصل بعد إلى قمتها، والتي يرتقب معها تسجيل قرابة 4500 إصابة مؤكدة، مابين نهاية شهر أبريل الجاري إلى بداية شهر ماي، في حالة توسيع عمليات الكشف المبكر عن الإصابات بالفيروس، واحترام قواعد الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي والنظافة وارتداء الكمامة واحترام قواعد الاحتياطات المانعة لانتشار العدوى. ونفى هيكل بلوغ المغرب إلى مرحلة التحكم في الوباء أو في الحالات الجديدة، بدليل تمديد مدة الحجر الصحي وباقي الاحتياطات المانعة للعدوى، في مقابل تحكم السلطات الصحية في قدراتها على الكشف والتحليل وتدابير العلاج والحجر الصحي. كما تحدث عن غياب معطيات إحصائية حول عدد المرضى الذين يتابعون علاجاتهم في الإنعاش الطبي بسبب الإصابة بفيروس "كوفيد19"، داعيا إلى الكشف عن تفاصيل مجموعة من المعطيات، من خلال الانتقال من عرض معطيات أعداد الوفيات والمتعافين إلى تحليل الأرقام. من جهة أخرى، نبه أستاذ الطب الوقائي نفسه الجهات المسؤولة إلى تبني استراتيجية خاصة بالتلقيح ضد فيروس "كوفيد19"، عند توفره، على أساس أن لا تقل نسبة تمنيع المواطنين عن 65 في المائة من السكان، لضمان جدوى ونفعية اللجوء إلى هذه الوسيلة الوقائية وتحقيق نسبة التمنيع العامة، وبالتالي خفض مستوى خطر عدوى الفيروس. وفي انتظار توفر اللقاح، أكد هيكل نجاعة وفعالية البروتوكول العلاجي المبني على "الكلوروكين"، لعلاج مرضى "كوفيد19"، إذ يساهم في تحقيق نسبة شفاء تصل إلى 70 في المائة، وفي تخفيض حالات الإصابات المحالة على أقسام الإنعاش، ومن أمثلة ذلك، إحالة شخصين على الإنعاش بسبب خطورة إصابتهما، من ضمن 83 مصابا بفيروس "كوفيد19"، يتابعون علاجاتهم في مصحة خاصة على صعيد الدارالبيضاء