طلب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، اليوم الاثنين، من الأندية واللاعبين التوصل إلى اتفاقات بشأن خفض الأجور في ظل توقف منافسات اللعبة بسبب فيروس كورونا المستجد، بحسب ما أفاد مصدر مقرب من الاتحاد لوكالة "فرانس برس". وأوصى الاتحاد الدولي بتمديد عقود اللاعبين التي تنتهي عادة في 30 يونيو، حتى نهاية الموسم الكروي بعد التمكن من استئنافه، بحسب مجموعة توجيهات أعدها بالاتفاق مع الاتحادات القارية، وتشمل تأجيل فتح باب الانتقالات الصيفية طالما لم ينته موسم 2019-2020. وبدأت العديد من الأندية بخفض أجور اللاعبين في ظل تراجع إيراداتها في هذه الفترة، سيما لجهة غياب مداخيل المباريات وعائدات البث التلفزيوني. وبعد اتفاقات سهلة نسبيا في إسبانيا وألمانيا وفرنسا، وأخيرا إيطاليا اليوم، لا تزال إنجلترا الوحيدة بين البطولات الوطنية الخمس الكبرى في أوروبا التي تشهد تجاذبا بين الأندية وممثلي اللاعبين بشأن الأجور. وأكد الاتحاد الدولي رغبته في إظهار "مرونة" في ظل الأزمة الراهنة التي دفعت إلى تعليق مختلف النشاطات، وتأجيل أو إلغاء مواعيد كبيرة كانت مقررة في صيف 2020، سيما أولمبياد طوكيو، ونهائيات كأس أوروبا، وبطولة كوبا أميركا لكرة القدم إلى صيف العام المقبل. ورأى الاتحاد الدولي، الذي يتخذ من مدينة زيوريخ السويسرية مقرا له، أن جائحة "كوفيد-19" تتسبب ب "تأثير كبير" على عائدات الأندية، وأن على كرة القدم، كما القطاعات الأخرى، "إيجاد حلول عادلة ومتوازنة للطرفين". وأوضح "فيفا" أنه بحال عدم توصل الأطراف لاتفاق ورفعت المسألة إليه، فهو سينظر في الأمر بناء على اعتبارات هي "ما إذا قام النادي بمحاولة جدية من أجل التوصل لاتفاق مع اللاعبين، ماهية الوضع الاقتصادي للنادي، تناسبية أي تعديل في عقود اللاعبين، الدخل الصافي للاعبين بعد أي تعديل في العقود، وما إذا تم التعادل مع اللاعبين بالتساوي أم لا". وكان الاتحاد الدولي شكل منذ 18 مارس الماضي، مجموعة عمل لدراسة تبعات أزمة فيروس كورونا على كرة القدم. وتجد اللعبة الشعبية الأولى عالميا نفسها، كما العديد من الرياضات الأخرى، أمام تحديات غير مسبوقة سيما لجهة الغموض الذي يكتنف أي موعد محتمل لاستئناف نشاطات الموسم الحالي، مع لجوء مختلف البطولات الوطنية والقارية والدولية إلى تعليق منافساتها حتى إشعار آخر، إلى حين تسمح الظروف الصحية العالمية بمعاودة النشاطات الرياضية. وتطرق الفيفا في توجيهاته إلى نقطتين أساسيتين تتعلقان بعقود اللاعبين والانتقالات الصيفية التي عادة ما تفصل بين موسمين منصرم ولاحق. وفي شأن النقطة الأولى، أورد الفيفا أن "عقود اللاعبين عادة ما تنتهي مع نهاية الموسم (...) في ظل التعليق الراهن للمنافسات في غالبية الدول، بات من الواضح أن الموسم لن ينتهي في الموعد الذي افترضه الجميع". وتابع "لذلك، يقترح أن يتم تمديد العقود إلى موعد انتهاء الموسم فعليا"، موضحا أن "مبدأ مماثلا يرتبط بالعقود التي كان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ مع بدء الموسم الجديد، ما يعني تأجيل تنفيذها إلى حين موعد البداية الفعلية" لموسم 2020-2021. أما فترة الانتقالات التي تفتتح بعد نهاية الموسم وتمتد بحد أقصى إلى بدايات الموسم الجديد، فرأى الاتحاد الدولي أنه "من الضروري تعديل الموقف التنظيمي المعتاد ليأخذ في الاعتبارات الظروف الراهنة. لذلك، سيظهر "فيفا" مرونة ويفسح في المجال أمام نقل فترة الانتقالات المذكورة لتصادف بين نهاية الموسم القديم وبداية الموسم الجديد".