كشف الدكتور بوبكري محمادين، رئيس المجلس الوطني للهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء، عن مبادرة تضامنية وإنسانية لعدد من الأخصائيين في الطب النفسي ببلادنا، الذين تطوعوا لخدمة المواطنين الذين بحاجة إلى المساعدة، على إثر التداعيات النفسية للحجر الصحي عليهم. وأوضح بوبكري، في تصريح ل"الصحراء المغربية" أن الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء ارتأت بتنسيق مع الجمعية المغربية للطب النفسي، أن الحجر الذي أعلنت عن السلطات المختصة من أجل التصدي وحصر فيروس كرونا المستجد، قد تكون له تداعيات نفسية على مجموعة من المواطنين، لذلك خصصت مجموعة من المجالس الجهوية، في البداية، ساعتين من الاثنين إلى الخميس، سيكون خلالها طبيب أخصائي في الطب النفسي في خدمة المواطنين، يستقبل مكالماتهم الهاتفية واستشاراتهم بشأن مشاكلهم النفسية التي يعانون منها، مضيفا أنه يمكن لاحقا توسيع الهامش الزمني لاستقبال أكبر عدد من اتصالات المرضى. وأفاد بوبكري أن هذه المبادرة ستستهدف في البداية المدن الكبرى مثل فاس، طنجة، أكادير، الدارالبيضاء، الرباط ووجدة، في أفق تعميمها على باقي المدن المغربية. وحول فكرة القيام بهذا العمل التطوعي، أوضح رئيس المجلس الوطنية لهيئة الطبيبات والأطباء، أن الحجر الصحي يعتبر "اعتقالا اختياريا"، ويمكن أن تنتج عنها معاناة نفسية لدى البعض، ليس فقط في صفوف الأشخاص المسنين، بل يمكن أن يعاني منها حتى الشباب والمراهقين والأطفال وغيرهم، لذلك جاءت هذه المبادرة للتخفيف من المعاناة النفسية لمن هم بحاجة إلى المساعدة. وحول تضامن أطباء القطاع الخاص مع القطاع العام في هذه الظرفية التي تشهد ارتفاع عدد المصابين بوباء كورونا، قال بوبكري " نتمنى ألا نتجاوز العدد الأخير المصرح به، ولكن استعدادا لاحتمال تزايد عدد المصابين وعدم استيعاب الأسرة المتوفرة للاستقبال هؤلاء المرضى، طلبنا في البداية، بشكل تطوعي، من كل أطباء القطاع الخاص أن ينضموا إلى هذه "المعركة الوطنية" لمواجهة هذا الوباء، لأنه واجب وطني يجب أن يتجند له جميع الأطباء في الصفوف الأمامية من أجل استقبال المرضى للعلاج من هذا الفيروس، والعمل جميعا، جنبا إلى جنب، من أجل كسب رهان القضاء على هذا الوباء الفتاك