تسود حالة من القلق والترقب وسط مهنيي قطاع السياحة بمدينة الصويرة بسبب فيروس كورونا المستجد، بعد أن ألغى سياح أجانب حجوزاتهم بعدد من الفنادق والمطاعم بالمدينة، كما سادت موجة من الخوف بين حرفيي النقش على خشب العرعار وصياغة الحلي والمنتوجات النباتية والجلدية وتعاونيات الأركان والأجبان، من تراجع مبيعاتهم والتأثير على أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية. ومنذ تفشي وباء كورونا بعدد من الدول، أصبح هذا الوباء حديث سكان المدينة وشغلهم الشاغل، وأضحت وسائل الاعلام الوطنية الرسمية والجرائد الورقية وموقع وزارة الصحة، مصدر استقائهم أخبار هذا الوباء وتتبع مستجداته محليا ووطنيا ودوليا بعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعي، التي تتناسل فيها يوم عن يوم العديد من الاخبار الزائفة والاشاعات المغرضة. ولوحظ التزام ساكنة المدينة بالتوجيهات الصادرة عن الدوائر الرسمية، وحرصها على الالتزام بطرق الوقاية من الفيروس نظير استعمال مواد النظافة واجتناب التجمعات وتغيير عادات المصافحة والعناق، وتفادي البصاق، وتغطية الفم أثناء العطس، وعدم الخروج من البيت إلا عند الضرورة القصوى. وفي إطار التدابير الاحترازية تم إلغاء التظاهرات والمهرجانات والمواسم التي كانت تعرفها الصويرة على امتداد السنة حتى إشعار آخر، وتقنين التردد على المقاهي وتعليق الدراسة بمختلف المؤسسات التعليمية ومراكز التكوين المهني ورياض الاطفال والكتاتيب القرآنية والمدارس العتيقة بالإقليم. وقادت السلطة المحلية بالمدينة حملة تحسيس وتوعية داخل المؤسسات السياحية الفندقية والايوائية، وتسهر من جهة أخرى على تطبيق كل القرارات التي تصدر عن الحكومة لحماية المواطنين من الفيروس، وبمطار الصويرة موكادور تعمل أطقم طبية بالتناوب على المراقبة الصحية للوافدين، كما اتخذ جميع الاحتياطات بالمستشفى الاقليمي سيدي محمد بن عبد الله لاستقبال المصابين المحتملين وتقديم العلاجات الضرورية. ويجري الحديث عن استعدادات مكثفة لتعقيم المؤسسات السياحية والمرافق العامة بالمدينة حفاظا على صحة الساكنة والمقيمين والسياح الذين يترددون على المدينة وإن كانت أعدادهم قليلة. وتناشد فعاليات من المجتمع المدني بالمدينة في اتصالهم ب"الصحراء المغربية" ساكنة المدينة باحترام التدابير التي اتخذتها السلطات لضمان سلامتهم، كما حذرت من التهويل والفزع وتصديق الأخبار الزائفة التي تعج بها مختلف وسائط التواصل الاجتماعي. وبخصوص حركة التسوق، أوضحت مصادرنا، أنها إلى حد الآن عادية كسائر الايام، ولم يسجل أي تهافت مبالغ فيه على السلع والبضائع خوفا من نفادها، وأن كل المواد الغذائية وغيرها متوفرة في المحلات التجارية والاسواق.