وجه سفير حملة مخصصة لدعم النساء في نضالهن نحو التغيير، كلمة راقية عن الحرية كما يراها وكما يفهمها هو، كسبيل لرقي المرأة ولانعتاقها من قيود الاضطهاد الذي يمارسه عليها الرجل، دون أن يغفل استنهاض تلك الأنوثة في الرجل وجعله حرا وهو يرقى بحرية المرأة أيضا. فالمرأة، بالنسبة لفنان ملتزم بقضايا الوطن والحب، هي "مصدر التجدد والحياة، هي الجاذبية التي تستقطب الحركة والسكون، العقل والجنون، المنطق والخيال". وكان الفنان مارسيل خليفة زار المغرب، في إطار الحملة الإقليمية لبرنامج "في يدها التغيير" المنظمة بعدد من البلدان العربية من قبل منظمة "أوكسفام"، ما بين 5 و11 أكتوبر الجاري، وهي الزيارة التي قادته إلى كل من ورزازات والراشيدية ليقف على بعض المشاريع الاقتصادية التي تديرها النساء، في نوع من "التمرد" على الحياة الصعبة في مثل هذه المناطق النائية، ويقف على التحدي الكبير والقدرة التي تتمتع بها المرأة القروية على العطاء وعلى العمل ومواجهة ظروف القهر والاضطهاد، من أجل بناء مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية والمساواة . اللقاء كان بمثابة نشيد تغنى بهذه الإرادة، ومن ثمة كانت دعوة الفنان الإنسان لنساء البلاد العربية إلى مواصلة التمرد على واقع يقمع حقها في الحب. فأبى إلا أن تكون كلمته رسالة لهن كي يعيشن حقهن في الحياة والوجود، ورسالة أيضا للرجل وهو يحرك فيه تلك الأنوثة الكامنة في أعماقه دون أن يجد سبيلا لتحريرها، على اعتبار أن المرأة مكانتها ثانوية لا تحتاج إلى أي تحرر، دون أن يعي هذا الرجل أن حرية المرأة في الحب هي سبيل كي يكون الرجل حرا كذلك. وعبر مارسيل خليفة عن ارتياح الوفد، الذي رافقه في هذه الرحلة الميدانية من ممثلي منظمة أوكسفام، وعلى رأسهم رانيا طرزي من لبنان، التي أشادت بدورها بقوة المرأة المغربية وإرداتها في التغيير، معبرة عن مواصلتها لكل أشكال الدعم التي تستحقها هذه المرأة حتى تخرج من دائرة الفقر والتهميش، وبلوغ المكانة التي تستحقها في المجتمع. كان مارسيل سعيدا، وهو يسمع أطفال المداشر والقرى النائية تردد "بين ريتا وعيوني بندقية" و"أحن إلى خبز أمي"، و"منتصبة القامة أمشي"، واعتبر أن الفن الذي سخره للقضية، والذي تغنى فيه بالحب والجمال حتى في عز الصراع العربي الإسرائيلي والانتفاضة الفلسطينية لم يمت، بل توارثه هذا الجيل، الذي يزوره اليوم قادما إليه من بلاد الأرز، عن آبائه حين كانوا يستمعون لأغانيه ولأشعار الوطن والحب، في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وهذا ما "يمدني بقوة إضافية على العطاء الفني والإنساني"، يقول الفنان العالمي. قبل ذلك، كان سفير حملة "بيدها التغيير" التي أطلقتها منظمة أوكسفام، بشراكة مع أربع جمعيات نسائية من المغرب، في إطار برنامج أمل لدعم القيادات التغييرية للنساء، تحدث عن معاناة النساء في المغرب العميق وهن يناضلن، في ظل ظروف مازالت تنقصها الكثير من المقومات الأساسية لحياة أفضل. للإشارة، فإن هذا البرنامج الإقليمي، الذي يستهدف المغرب وتونس وفلسطين واليمن، يروم دعم وصول النساء إلى مناصب قيادية على مختلف المستويات المحلية والوطنية. أما عن المنظمات المغربية الشريكة في هذا البرنامج الإقليمي على المستوى الوطني، فهي الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، وفدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، وجمعية النخيل، وجمعية الألفية الثالثة لتنمية الفعل الجمعوي بالجنوب الشرق.