شهد الحفل الفني، الذي بث مباشرة على أمواج 4 قنوات دولية، مشاركة نخبة من ألمع الفنانين أمثال “بلاك إم”، و“ميتر غيمس”، وسعد المجرد، وأسماء لمنور، و“مارينا كاي”، و“لافوين”، و“سوبرانو”، و“شيمين بادي”، إلى جانب الفرقة الأمازيغية "رباب فيزيون"، الممثلة للون الأمازيغي المحلي داخل البرمجة الفنية للحفل، وآخرين تحذوهم رغبة واحدة، هي الاحتفال بقيم التسامح، عبر عرض مفتوح أمام جمهور المدينة وزوارها من السياح وسكان المدن المجاورة، قُدر بأزيد من 280 ألف متفرج. وقال وزير السياحة، لحسن حداد، في ندوة صحفية إن "حفل التسامح للموسيقى يمنح المغرب إشعاعا عالميا، باعتباره قبلة للتعايش والتبادل، والحوار بين الثقافات، وظل يشهد إقبالا منقطع النظير، سواء من طرف جمهور مدينة أكادير، أو من طرف زوارها القادمين من مختلف المدن المغربية، ومن مختلف بلدان العالم، يقصدون أكادير كواحدة من الوجهات السياحية المغربية ذات الصيت العالمي". وفي تصريح ل"المغربية"، عبر فولاد بوحسين، رئيس مجموعة "رباب فيزيون"، عقب مشاركته في الحفل، عن سعادته بأن المجموعة هي أول فرقة محلية تشارك في حفل ضخم، مبرزا أن "قيمة التسامح متجذرة داخل الكيان المجتمعي المغربي"، معربا أن يلقى عمله الجديد "العام زين"، الذي قدم لأول مرة على خشبة التسامح، إعجاب الجمهور. ودأب حفل التسامح، منذ سنة 2005، على توحيد الفنانين الفرنسيين والمغاربة والدوليين، للاحتفاء بالقيم الانسانية والعالمية، قيم التسامح والسلام، والاحترام وحوار الثقافات، لتصير رسالة المهرجان ضرورة ملحة في نسختها العاشرة، لما يعرفه العالم اليوم من تطاحنات وصراعات. واستطاع حفل التسامح، خلال 10 سنوات، أن يفرض وجوده في الساحة الإعلامية المغربية، خصوصا باجتماع وسائل الإعلام الفرنكفونية على تغطية فقرات كموسم سنوي لتجديد القيم الإنسانية المشتركة بين بني البشر على اختلاف لغتهم ودينهم ولونهم وأصولهم وعرقهم. وحققت الدورات السابقة نجاحا كبيرا، وسارت تقليدا سنويا، في الغناء والدفاع عن الحوار بين الثقافات، وتعزيز قيم السلام والتسامح. وأبرز متتبعون أن الدورات السالفة نجحت في زيادة انفتاح مدينة أكادير على العالم، وساهمت في الدفع بالجانب الثقافي في المنطقة، عبر تلاقح حضاري وفني مع العالم الخارجي، على اعتبار أن هذا الحفل العالمي، الذي يلقى دعما مهما من شركاء محليين، كالخطوط الملكية المغربية والمكتب الوطني المغربي للسياحة، والمجلس الإقليمي للسياحة، وولاية منطقة سوس ماسة وبعض فنادق المدينة المصنفة، يعتبر فرصة لإبراز المقومات الفنية والحضارية للمنطقة، وهو الأول من نوعه في العالم، ينبني على روح التسامح، ويحمل شعار الانفتاح والتلاقح بين مختلف الثقافات. تجدر الإشارة إلى أن حفل التسامح يجمع أزيد من 200 تقني يضافرون جهودهم لوضع آليات متطورة، تليق بمستوى كبريات التظاهرات الدولية، إذ أن الإنتاج المغربي الفرنسي المشترك يزيد من تلاحم الكفاءات، والوسائل التكنولوجية المتطورة لإنجاح الحفل.