قال هولاند في مؤتمر صحافي إن "الأزمة" التي نجمت عن تدفق اللاجئين إلى أبواب الاتحاد الأوروبي "يمكن السيطرة عليها". وأضاف أن "المفوضية الأوروبية ستقترح توزيع 120 ألف لاجئ (على دول الاتحاد الأوروبي) في السنتين المقبلتين، مما سيمثل لفرنسا 24 ألف لاجئ، وسنفعل ذلك". وتابع "هذا من واجب فرنسا" متحدثا عن "تاريخ" البلاد التي "طبعتها أجيال من اللاجئين، من المنفيين الذين أتوا" للمشاركة في بنائها. وتابع أن "حق اللجوء مبدأ جوهري في مؤسساتنا، حتى إن هذا المبدأ أدرج في دستورنا"، فيما تعارض أغلبية الرأي العام الفرنسي استقبال مهاجرين أو لاجئين إضافيين بحسب استطلاعات الرأي. ودافع الرئيس الفرنسي عن اقتراحه المشترك مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إقامة "آلية إلزامية" لتوزيع طالبي اللجوء على دول الاتحاد الأوروبي مشددا على الحاجة إلى الذهاب أبعد من ذلك. وتابع محذرا أنه بلا سياسة جامعة "فستنسف" آلية التوزيع وستكون بذلك "نهاية فضاء شينغن". كما انتقد ضمنيا المجر التي بنت سياجا على حدودها مع صربيا لمنع دخول المهاجرين، ودولا أخرى في أوروبا الوسطى رفضت استقبالهم. وصرح "هناك بلدان تريد فرض معايير إثنية، تريد استقبال هؤلاء وتستبعد غيرهم، باسم الأديان. هناك بلدان تريد بناء جدران وعدم استقبال أي لاجئ". وتابع "ماذا كانت هذه البلدان لتفكر قبل 30 عاما، عند انهيار جدار برلين، لو قلنا لا، ليس على الفور، وليس بهذا الشكل، لا تأتوا، خذوا وقتكم، ابقوا في أماكنكم؟". لتجنب "أزمة إنسانية هائلة" علينا أيضا التحرك بالتنسيق مع دول المنشأ والعبور"، بحسب هولاند الذي أيد إنشاء "مراكز لتحديد هويات (المهاجرين) وإسكانهم". وأضاف "هناك ما يحدث في الضفة الأخرى للمتوسط. فإن لم نتحرك لإنشاء مراكز (...) كفيلة بإبقاء واستقبال هؤلاء المجموعات في أقرب مكان إلى بلدهم فلن نواجه أزمة نازحين فحسب بل أزمة إنسانية هائلة، لا تطال الآلاف، بل مئات آلاف" الأشخاص. وأضاف "ينبغي بلا شك كذلك زيادة مستوى المسؤولية (...) سنقترح عقد مؤتمر دولي حول اللاجئين ونحن مستعدون لاستضافته"، من دون تحديد موعد له. من جهة أخرى، من المتوقع أن يصل آلاف آخرون من اللاجئين إلى ألمانيا بعد أن وصل 20 ألفا خلال مطلع الأسبوع، ما زاد الضغوط على المستشارة أنجيلا ميركل التي جعلت سياسة الباب المفتوح التي تنتهجها من ألمانيا مقصدا لمن يهربون من الحرب الأهلية في سوريا. وقال كريستوف هيلنبراند وهو مسؤول كبير بولاية بافاريا حيث كان المهاجرون يصلون في قطارات من المجر عبر النمسا للصحفيين إن من المرجح وصول 2500 لاجئ لألمانيا عن طريق النمسا بحلول ظهر الاثنين (أمس). وبدا أن مسؤولين ألمان ونمساويين متفاجئون من استمرار تدفق المهاجرين من المجر. وقال المستشار النمساوي فيرنر فايمان أول أمس إنه يتوقع عودة الوضع إلى طبيعته مع الإلغاء التدريجي لإجراءات الطوارئ التي سمحت بعبور اللاجئين الحدود من المجر. وقال هيلنبراند وهو رئيس حكومة بافاريا العليا للصحفيين في محطة ميونيخ المركزية للسكك الحديدية صباح أمس الاثنين "وصل الموضوع الآن إلى حجم كبير بالفعل.. سنواصل بذل أقصى جهودنا لتوفير أماكن جديدة لكننا نقترب من حدود ما نقدر عليه الآن". وذكر أن حافلات يمكنها نقل ألف شخص شمالا إلى مدن مثل دورتموند وهامبورغ وبراونشفايغ وكيل أصبحت متوفرة لكن المهاجرين يخرجون من منشآت الإقامة المؤقتة سيرا على الأقدام. وقال "لم يعد من الممكن التفكير في تسجيل الناس بعد الآن". وقدمت ميركل الشكر لمن قدم مساعدة في التعامل مع تدفق المهاجرين المرهق خلال مطلع الأسبوع، لكنها شددت أمس على أن هناك حاجة ملحة لاستجابة أوروبية لأزمة اللاجئين. وقالت "مرت علينا نهاية أسبوع (مطلع الأسبوع) كانت مؤثرة وفي بعض الأحيان تخطف الأنفاس"، مضيفة أن جهود المواطنين الألمان لدعم آلاف اللاجئين الوافدين "رسمت صورة لألمانيا يمكن أن تجعلنا فخورين ببلدنا". لكنها أشارت هي ونائبها زيغمار غابرييل، خلال مؤتمر صحفي، إلى أن معظم العبء لا يمكن أن يقع على أكتاف قلة من الدول فحسب. وشدد كلاهما على ضرورة التوصل إلى حل أوروبي.