ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن قوات الاحتلال واصلت منع النساء والفتيات من كافة الأعمار من الدخول إلى الأقصى لليوم السابع على التوالي، وهو الإجراء الذي أثار موجة من الغضب الشعبي. وأوضحت أن منع النساء من دخول المسجد يمتد من ساعات الصباح وحتى ساعات الظهيرة من كل يوم، باستثناء يومي الجمعة والسبت، لمنع الاحتكاك بين المرابطات والمستوطنين خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى في هذه الفترة. وأضافت أن المرابطات بالمسجد عدن، أمس الثلاثاء، لتنظيم اعتصام جديد حول بوابات الأقصى، خاصة في منطقة باب السلسلة، حيث رفعن شعارات منها "من حقي أن أصلي في المسجد الأقصى"، كما رددن هتافات التكبير عند خروج المستوطنين من الأقصى، بعد انتهاء اقتحاماتهم وجولاتهم الاستفزازية في رحاب المسجد. وأشارت إلى أنه رغم إجراءات الاحتلال، يوجد عدد من المصلين وطلبة مجالس العلم في الأقصى المبارك، في حين شرعت مجموعات من المستوطنين اليهود في اقتحامات جديدة للمسجد من جهة باب المغاربة، وعبر مجموعات صغيرة ومتتالية وبحماية وحراسة قوات الاحتلال الخاصة. على صعيد آخر، أطلقت ما تسمى "منظمات الهيكل" المزعوم، مسابقة يهودية لأفضل صورة تلتقط داخل المسجد الأقصى للمجموعات المتطرفة، أو لأي يهودي يقتحم الأقصى، "مستغلة الوضع الذي تفرضه مؤسسة الاحتلال على الأقصى". وتحمل المسابقة، بحسب (وفا)، اسم "نصعد ونربح" و"صورة مع العائلة والأصدقاء بجبل الهيكل". وأضافت أن "منظمات الهيكل" المزعوم وزعت إعلانات عبر مواقعها الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي تحث فيها المستوطنين على المشاركة في المسابقة، وذكرت في إعلاناتها أن "الوضع هادئ جدا وأن هذه المسابقة ستكون أول النشاطات التي ستتوج خلال الأعياد القادمة". وبحسب الإعلان ستستمر المسابقة حتى الثامن من الشهر الجاري، وتتضمن شرطا أساسيا يتعلق بضرورة إظهار قبة الصخرة في خلفية الصورة. وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية حذرت، أول أمس الاثنين، من مخاطر وتداعيات الهجمة الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى، التي تأتي في إطار مخطط رسمي لتكريس التقسيم الزمني له، كمقدمة من أجل استكمال السيطرة المكانية والزمانية عليه. وحملت الوزارة، في بيان لها، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن نتائج هذا التصعيد، داعية جميع الأطراف المعنية إلى تحمل مسؤولياتها لوقف هذا التصعيد الخطير. وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال تواصل فرض السيطرة المشددة على دخول المصلين المسلمين للصلاة في المسجد، وتخصص الفترة من الساعة السابعة والنصف صباحا حتى الحادية عشرة لاقتحامات المستوطنين واليهود المتطرفين وقوات الجيش والشرطة لباحات الحرم، كما تصادر هويات المصلين، وتنصب الحواجز على الطرق والبوابات المؤدية إلى المسجد، في محاولة منها لإيجاد أمر واقع تراهن أنه سيصبح معتادا ومألوفا لدى الفلسطينيين والعرب والمسلمين، ودول العالم ومؤسساته الأممية. من جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، ستة فلسطينيينبالضفة الغربية. وأفاد منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلدة بيت أمر، محمد عوض، بأن قوات الاحتلال داهمت أحياء بيت زعته والطربيقة ومدرة ووسط البلدة في بيت أمر واقتحمت عددا من منازل المواطنين واعتقلت خمسة شبان عقب تفتيش منازلهم. وأشار إلى أن الشبان الخمسة هم أسرى سابقون أمضوا فترات متفاوتة في سجون الاحتلال. كما ذكرت مصادر أمنية ومدير إسعاف الهلال الأحمر في جنين محمود السعدي أن "عشرات الفلسطينيين في جنين ومخيمها أصيبوا بحالات اختناق خلال مواجهات مستمرة في جنين ومخيمها إثر اقتحام عشرات الآليات العسكرية للمدينة ومخيمها". وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت، ليل الاثنين الثلاثاء الماضيين، خلال مداهمة الجيش الإسرائيلي مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربيةالمحتلة مما أدى إلى إصابة شرطي في حرس الحدود الإسرائيلي وخمسة فلسطينيين، بحسب مصادر فلسطينية وإسرائيلية. واعتقلت القوات الإسرائيلية مسؤولا في حركة حماس وقامت بهدم منزله في المخيم. وقالت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان لوكالة فرانس برس إن عشرات من الجنود الإسرائيليين دخلوا المخيم لاعتقال القائد في حركة الجهاد الإسلامي بسام السعد. وبحسب المصادر فإن السعدي لم يكن موجودا في المنزل. وبعدها توجه الجيش الإسرائيلي إلى منزل مجدي أبو الهيجا، وهو مسؤول في حماس وكان في السابق أسيرا لدى إسرائيل، للاشتباه بإمكانية أن يكون السعدي لجأ إليه، بحسب المصادر الأمنية. من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه خلال العملية "دعت قوات الأمن عدة مرات هذا الناشط إلى الاستسلام قبل تدمير مبنى يفترض أن الناشط الذي يجري البحث عنه تحصن فيه". وأضاف الجيش أنه "سمعت عيارات نارية في القطاع وظهر مئات الفلسطينيين وأخذ الحشد يرشق القوات الإسرائيلية بحجارة وزجاجات حارقة مما أدى إلى إصابة أحد عناصر حرس الحدود بجروح طفيفة"، بينما أشارت الإذاعة العامة الإسرائيلية إلى إمكانية إصابة الجندي برصاص عسكريين آخرين. ويشكل مخيم جنين مسرحا للمواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي دائما ما تشن حملات اعتقالات فيه.