بداخل هذا الحي العريق الممتد على مساحة أربعة هكتارات، يعيش عدد من السكان الذين لم يستفيدوا بعد من برنامج إعادة الإيواء، في بيوت تنعدم فيها أبسط شروط العيش الكريم وفي ظروف لا إنسانية. تعرف البيوت بحي الملاح انهيارات متتالية ومفاجئة، بسبب تقادمها وتأثرها بعوامل التعرية والرطوبة لقربها من البحر، وبسبب عدم الصيانة والإصلاح. وأوضح فاعل جمعوي من سكان الحي، في تصريح ل"المغربية"، أن الحي يتشكل من بنايات قديمة روعي في تصميمها أشكال البناء التقليدي المعتمد على الحجر والآجور المدعم بالخشب، ما يجعلها مهددة بالسقوط على رؤوس قاطنيها، مضيفا أن حي الملاح الذي بني سنة 1809، يعتبر من الأحياء المهمشة بمدينة الصويرة، كان يسكنه حوالي 24 في المائة من سكان المدينة، 36 في المائة من السكان يكتظون بنسبة تفوق 4 أشخاص في غرفة واحدة في ظروف مزرية تهدد حياتهم. وأمام ما تشكله بنايات حي الملاح الآيلة للسقوط من تهديد للسكان، كان من الطبيعي أن تقوم الوكالة الحضرية للصويرة بدراسة على مرحلتين في سياق توجهات ترمي بالأساس إلى حماية وإعادة تأهيل ورد الاعتبار لهوية حي الملاح وخلق الانسجام بين الحي والنسيج الحضري على مستوى التنمية السوسيو اقتصادية. وشملت هذه الدراسة معطيات عن الوضعية السوسيو ديمغرافية لسكان الحي والأنشطة المزاولة من طرفهم، ووضعية المباني، وخلصت الدراسة إلى أن موقع حي الملاح يشهد عزلة رغم وجوده في قلب المدينة العتيقة بالنظر للوضعية المتردية لبعض الأبنية والنقص في التجهيزات الاجتماعية والبنيات التحتية. وأوضح مصدر مطلع أن الوضعية التي آلت إليها بنايات الملاح، استدعت تدخلا انطلاقا من سنة 2007، حيث تمت إعادة إيواء جزء مهم من سكان الحي شملت أزيد 400 أسرة، فيما ظلت شقق أخرى شاغرة ستسلم للأسر التي تتوفر على المعايير اللازمة التي تخول لها الاستفادة من الشقق الممنوحة في إطار عملية إعادة الإسكان، مشيرا إلى أن إعادة إيواء سكان الملاح تتم في إطار لجنة يرأسها عامل الإقليم وتضم السلطات المحلية المعنية ومؤسسة العمران والمندوبية الإقليمية للتعمير. وأضاف المصدر أنه استنادا إلى نتائج دراسة قام بها المختبر العمومي للدراسات خلال سنة 2011، فإن البيوت المهددة بالانهيار، التي تستدعي تدميرا عاجلا مراقبا كليا أو جزئيا، وكذا البيوت التي تشكل خطرا على المدى القصير، تشكل 70 في المائة من منازل الحي. ويتضمن التقرير، حسب المصدر نفسه، توصية باستكمال الإخلاء الفوري للمنازل المهددة بالانهيار وإزالة الأتربة وتدعيم المنازل المجاورة.