أثار استعراض فرقة "المسيرة الخضراء"، التي تمثل المغرب باستمرار في الكثير من التظاهرات الدولية، إعجاب وأنظار الجمهور المتتبع الذي حج إلى منطقة العرض بعشرات الآلاف، واستمتع الحضور الكثيف باللوحات البديعة والحركات التقنية والفنية الدقيقة التي قام بها ربابنة سرب طائرات فرقة الطيران البهلواني على مشارف شاطئ مارتيل كابونيكرو وشاطئ المضيق-الفنيدق. وقامت الفرقة، التي أضحت من أشهر الفرق العالمية، بمجموعة من الحركات الالتفافية الجماعية والفردية، وحركات الطيران بالتوازي أو التقاطع. وتفنن الطيارون في تغيير السرعة وتغيير اتجاهات الطائرات بشكل خاطف ودقيق إضافة إلى التحليق على علو منخفض والطيران بشكل دائري وتنفيذ حركة التحليق الصعودي الجماعي ثم الافتراق على شكل نافورة تارة على اليمين وتارة على اليسار. وزاد من حجم هذا الإبداع جمالية ونضارة الدخان الذي تنفثه الطائرات التي رسمت لوحات زينت سماء المنطقة، وهو ما أثار تصفيقات وهتافات الجمهور الذي حج بكثافة من أجل حضور هذا العرض الذي يعكس المهارات الخاصة التي يمتلكها الطيار المغربي. كما برع الطيارون في القيام بحلقات لولبية متتابعة بين طائرتين شبه ملتصقتين مع انفصال حاد نحو اليمين، وتشكيل بعض اللوحات الجماعية الشبيهة بالنخلة والسهام، إضافة إلى حركات انفرادية على علو بسيط والتحليق السريع مع تغيير الاتجاه عكسيا بشكل فجائي، والانقلاب البهلواني العمودي، وإطفاء المحرك للقيام بالسقوط الحر قبل معاودة الارتفاع. ويؤكد هذا الأداء بشكل ملموس علو كعب فرقة "المسيرة الخضراء "التي تأسست سنة 1984 بأمر من جلالة المغفور له الحسن الثاني، وتعهدها جلالة الملك محمد السادس بسابغ عنايته ودعمه المولوي الكريم. وقبل أن يفترق سرب الطائرات، أدى حركات متقاطعة سريعة وقام بتحليق جماعي قبل الافتراق على شكل مظلة. واستعملت فرقة "المسيرة الخضراء" كعادتها خلال عرضها البهيج بشواطئ تامودا باي طائرات من نوع "كاب 232 "، المصممة خصيصا للطيران الاستعراضي، والمعروفة بقدرة دفعها الكبيرة وقدرتها على القيام بمناورات حادة بشكل دقيق.