جاءت هذه الاعتقالات بعد تنفيذ سلسلة من العمليات الأمنية في مدن مختلفة، أسفرت عن انفراط عقد عدد من الخلايا المرتبطة بما يسمى "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام"، والتي قارب عددها، منذ تدشين "بسيج" إلى غاية يوليوز الماضي، 20 خلية. وتشير المعطيات التي توفرت لمحققي المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بعد تحريات مكثفة مع عدد من الموقوفين، إلى أن "داعش" خطط تحويل شوارع المملكة إلى حمامات دم، عبر تنفيذ سلسلة اغتيالات تستهدف مسؤولين حكوميين، وعسكريين، وأمنيين، إلى جانب عمليات انتحارية بسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة. كما حاول إيجاد موطئ قدم له في المغرب، عبر خلق خلايا نائمة تتكون أساسا من مقاتلين مغاربة، استفادوا من مختلف التدريبات العسكرية في معاقل تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، تمهيدا لتنفيذ عمليات إرهابية خطيرة في المغرب. وبين يوليوز 2014 ويوليوز 2015، تطور عدد الملتحقين المغاربة بتنظيم "داعش" من 1122 إلى 1350 شخصا، حسب معطيات رسمية، ما يعني أن 228 مغربيا نجحوا في الالتحاق بما يسمى "الدولة الإسلامية" في يوليوز الماضي، بمعدل 20 شخصا في الشهر الواحد. يشار إلى أن المكتب، الذي يوصف إعلاميا بأنه "إف. بي. آي المغرب"، يضم أزيد من 200 إطار أمني، خضعوا لتكوينات دقيقة وعالية المستوى داخل المغرب وخارجه في دول مثل فرنسا وأمريكا. وكلف المكتب بمهمة إدارة هذه المؤسسة الأمنية إلى والي الأمن عبد الحق الخيام، الذي راكم تجربة مهمة على رأس الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. ويتوفر المكتب على أكبر ترسانة للمعدات المتطورة في مجالات التحليل الجنائي ووسائل الضبط والربط.