منذ أول تصريح رسمي صادر عن وزير الداخلية، محمد حصاد، حتى ثاني وآخر تصريح له حتى الآن، قبل يومين، بشأن عدد المقاتلين المغاربة الموجودين في معاقل «الدولة الإسلامية» التي يقودها أبو بكر البغدادي في سوريا والعراق ومناطق أخرى بالشرق الأوسط، تزايد عدد المغاربة الذين ينجحون في مراوغة الإجراءات الاحترازية للسلطات المغربية في المطارات، ويحققون طموحهم في الوصول إلى «أراضي داعش». وبين يوليوز 2014 ويوليوز 2015، تطور عدد الملتحقين المغاربة بتنظيم «داعش» من 1122 إلى 1350، بحسب تصريحي وزير الداخلية، محمد حصاد، في الفترتين المذكورتين. ما يعني أن 228 مغربيا نجحوا في اختراق الإجراءات الأمنية بعد الإعلان عن تشديدها في يوليوز الفائت، بمعدل 20 شخصا في الشهر الواحد. وكان حصاد قد صرح في جواب بمجلس النواب، بأن عدد المغاربة الذين غادروا البلاد للالتحاق ب»داعش» هو 1122، لكن، بعدها بثلاثة شهور، أي في أكتوبر 2014، رفع ياسين المنصوري، مدير مديرية المستندات والوثائق، الرقم في خطاب بمقر الأممالمتحدة، إلى 1203، ثم سرعان ما تواصل الارتفاع عندما أعلن وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، بمجلس النواب، في دجنبر من العام نفسه، بأن عدد المغاربة الموجودين في سوريا والعراق هو 1212. غير أن عبد الحق الخيام، رئيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية، سيكشف في مارس الفائت أن عدد المقاتلين المغاربة الموجودين في سوريا الذين أحصتهم الشرطة يبلغ 1354 شخصا. وبالرغم من الاختلاف بين الرقم الجديد الذي قدمه حصاد قبل يومين في لقاء مع صحافيي وكالات الأنباء الأجنبية بالمغرب، والرقم الذي قدمه الخيام قبل ثلاثة شهور، فإن العبارة الواردة على لسان حصاد حول تأريخ إحصائيته الجديدة هي من تملأ الفراغ بين رقمه ورقم الخيام، إذ تحدث الخيام عن أن «1350 مغربيا التحقوا بالجماعات المتطرفة في الشرق منذ نهاية العام 2013»، فيما من الواضح أن عمليات الالتحاق بدأت قبل ذلك، وبالتحديد في ماي 2012، بوصول أول مغربي إلى سوريا والتحاقه ب(جبهة النصرة) آنذاك، وهو الشاب عبد العزيز المحدالي الذي قتل في وقت لاحق على يد مقاتلين من جبهة النصرة نفسها بعد انضمامه إلى تنظيم «داعش». والتحق منذ التصريح الأول لوزير الداخلية حتى أعلن مدير «لادجيد» عن رقمه، أي في فترة الثلاثة شهور الأولى على الشروع في تطبيق الإجراءات المشددة في المطارات والمعابر لمنع سفر المرشحين للانضمام إلى «داعش»، 81 مغربيا بمعدل 27 شخصا كل شهر، لكنه سينخفض كثيرا في الثلاثة شهور الموالية لهذه، إذ لم ينجح سوى 9 أشخاص في الالتحاق ب»داعش» خلال هذه الفترة بحسب تصريح وزير العدل والحريات آنذاك، حينما حصر عدد المقاتلين المغاربة في 1212. بيد أن وتيرة الالتحاق ستتصاعد من جديد في الثلاثة شهور الموالية، أي من إعلان وزير العدل في آخر شهر دجنبر حتى شهر مارس تاريخ تصريح الخيام، بحيث تمكن 142 مغربيا من الالتحاق بتنظيم «داعش» بمعدل 48 شخصا كل شهر، وهو أعلى المعدلات المسجلة في هذا العام. بيد أن الإحصاءات غير الرسمية التي عرضتها «أخبار اليوم»، بينت أن عدد المغاربة الذين تمكنوا من الوصول إلى معاقل «الدولة الإسلامية» منذ شهر مارس يصل إلى ما لا يقل عن 50 شخصا، و»قد يكون العدد أكبر»، بحسب مصادر محلية، ما يعني أن رقم الخيام الذي قدم في مارس الفائت، مرشح للارتفاع أكثر، إلى ما يفوق 1400 مغربي يقاتل بجانب «داعش»، وهو ما يؤدي إلى أن الرقم المقدم أخيرا من لدن حصاد، يمكن حصره في الفترة الزمنية المعلن عنها، أي منذ نهاية العام 2013.