استنفرت مختلف الأجهزة الأمنية التابعة لولاية أمن مراكش عناصرها، مباشرة، لإنجاز التحريات حول أسباب الحريق. وحسب معلومات حصلت عليها "المغربية"، فإن تاجرا كان بصدد إعداد وجبة الفطور داخل محله لبيع الأثاث المنزلي، فاندلعت النار، قبيل حوالي أذان المغرب، في الأثاث وامتدت بسرعة إلى باقي المحلات التجارية، مخلفة هلعا وخوفا في نفوس السكان القاطنين بالمنازل المجاورة للسوق، قبل أن تتمكن عناصر الوقاية المدنية، مستعينة بمعدات حديثة، من إخماد الحريق. وأوضحت المصادر نفسها أن عملية إخماد الحريق استغرقت أزيد من أربع ساعات، إذ وجدت مصالح الوقاية المدنية صعوبة كبيرة في إخماد الحريق، بالنظر إلى سرعة انتشار النيران في الأفرشة والأثاث المنزلي بأحد أجنحة السوق، خاصة أن عدد المحلات التجارية التي أتت عليها النيران، تجاوز 40 محلا، ضمنها 17 براكة مصنوعة من الخشب والقصدير. وأسفر الحريق عن إصابة عنصر من عناصر الوقاية المدنية باختناق خلال إخماده للنيران، ونقل إلى قسم العناية المركزة بمستشفى ابن طفيل، لتلقي العلاجات. كما تكونت سحابة كثيفة من الدخان حولت أرجاء السوق إلى كتلة داكنة أدخلت الرعب في نفوس السكان المجاورين للسوق. وتسبب الحريق في خسائر مادية كبيرة، قدرت بأزيد من 500 مليون سنتيم، وحد رجال الإطفاء من قيمة الخسائر، من انتقال ألسنة اللهب إلى المنازل المجاورة. وفتحت الشرطة القضائية تحقيقا في الموضوع، حيث انتقل والي جهة مراكش رفقة ممثلي السلطات المحلية ومختلف المصالح الامنية، إلى مكان الحادث، للوقوف على حجم الخسائر، وإيجاد حل لتعويض المتضررين. ويعتبر سوق الخميس، الذي يوجد قرب مقر ولاية جهة مراكش، من بين أهم الأسواق بالمدينة، ويعرف رواجا تجاريا مزدهرا طيلة أيام الأسبوع، وخاصة أيام الخميس والسبت والأحد، في مختلف أنواع البضائع والمنتوجات الخشبية والحديدية والإلكترونية والطينية، إضافة إلى الملابس والإكسسوارات المستعملة. كما يضم سوق الخميس العشرات من الحرف والمعروضات، الموزعة بين الأفرشة والأثاث المنزلي، والنجارة ومنتجات الصناعة التقليدية. وسبق لمصالح ولاية جهة مراكش أن شرعت في إعداد وتهيئ مشروع جديد لنقل أنشطة السوق إلى مكان آخر، نظرا للمشاكل في السير والجولان بهذه المنطقة الرابطة بين حي باب دكالة وحي سيدي يوسف بن علي، مرورا عبر مقر ولاية جهة مراكش.