يتطلع منتجو الفيلم الجديد "دلاس"، أول تجربة سينمائية طويلة للمخرج محمد علي مجبود بعد إخراجه سلسلة من الأفلام التلفزيونية الناجحة، إلى الاستمرار في تصدر قائمة شباك التذاكر وإعادة الجمهور إلى القاعات السينمائية، خصوصا أن الفيلم الجديد من بطولة مجموعة من أبرز الممثلين المغاربة من أبرزهم عزيز داداس أحد أهم أبطال "الطريق إلى كابول"، والفائز بجائزة أحسن تمثيل في الدورة الأخيرة من مهرجان الفيلم الوطني بطنجة، رفقة آمال الأطرش. وقال منتجو الفيلم، في حديث ل"المغربية" إنهم نجحوا من خلال "الطريق إلى كابول" في مصالحة الجمهور مع القاعات السينمائية، وأن الفيلم تجاوز حاجز الثلاثمائة ألف تذكرة، بعد عرضه لأزيد من 120 أسبوعا في القاعات السينمائية المغربية، وهي أطول مدة يحققها فيلم مغربي، خلال العقد الأول من الألفية الثالثة. وأوضحوا أن الفضل في نجاح الفيلم يعود إلى توفره على عناصر الفرجة، وخلوه من المشاهد المستفزة واحترامه للمشاهد. وأشاروا إلى أن القاعات السينمائية المغربية مازالت لم تفلس بعد، وأن نجاح "الطريق إلى كابول" أثبت أن الجمهور المغربي ما زال مستعدا لارتياد القاعات، شرط أن تعرض أفلاما تحترم ذوقه وذكاءه، وأن تكون خالية عن المشاهد المستفزة والمجانية. وتدور أحداث فيلم "دلاس" حول مشاكل السينما بالمغرب، من خلال تسليط الضوء على المتطفلين من المنتجين والمخرجين، الذين لا هم لهم سوى مصالحهم الشخصية، دون الاهتمام بتطوير السينما. ويسرد الفيلم قصة مخرج (عزيز داداس) يعاني من العطالة الفنية بسبب غياب منتجين حقيقيين وكتاب سيناريو محترفين. بعد أمجاد سينمائية عاشها في فترة من الفترات، يتطلع المخرج "الهواري" الملقب ب"دلاس" إلى إخراج فيلم العمر، لكنه يفقد بطله في غمرة تنفيذه للفيلم، الذي انتظره طويلا وعلق عليه كل آماله. في "دلاس" لا نشاهد فيلما عن صراع مخرج لصنع فيلم فحسب، بل نشاهد فيلما كان المخرج محمد علي مجبود يجاهد لصنعه، وأن عنوان هذا الفيلم هو "دلاس". فيلم "دلاس" ليس فيلم عن السينما فقط، إنه فيلم عن الفيلم الذي هو نفسه عن السينما، إنه ليس فيلما مخرج فحسب، بل فيلما عن مخرج يعكس ذاته في فيلمه، ومن ثمة فإن المخرج علي المجبود منعكس في شخصية بطله "دلاس" الهواري، الذي مثل تمجهوداته في صنع فيلم عن معاناة كل المشتغلين بالسينما. ورغم أن صراعات المخرج / البطل "دلاس" قد تكون مستحيلة الحل في الحياة، فإن بالإمكان توجيهها ومواجهتها، وحتى حلها في ظل المدار الساحر للسينما. تبدو نهاية الفيلم غير معقولة أو مستحيلة، لكنها تنجح على نحو رائع كنهاية أو خاتمة لحكاية خيالية ذاتية الانعكاس في سينما الفن الحداثية. يذكر أن فيلم "دلاس"، الذي صورت مشاهده بين وارززات والداالبيضاء، نال خلال مشاركته في المهرجان الوطني للفيلم جائزتي أحسن أداء رجالي ونسائي لعزيز داداس وآمال الأطرش، اللذين تألقا رفقة عدد من أبرز الوجوه السينمائية المغربية مثل إدريس الروخ، وكمال كاظيمي، ومحمد كافي، سعاد العلوي، وزينب سمارة، وربيع بن جحيل.