أبرز اضريس الذي كان يتحدث بمناسبة المؤتمر 16 لوزراء الداخلية بغرب المتوسط، خصوصية السياسة الجديدة للهجرة بالمغرب، التي سنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكذا الجهود التي يبذلها المغرب في مجال مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، داعيا دول المنطقة إلى وضع لبنات شراكة حقيقية قائمة على المسؤولية المشتركة. وأشار الوزير المنتدب إلى أن المملكة، المنخرطة في المقاربة الشاملة والمندمجة التي تمت بلورتها في إطار مسلسل الرباط حول الحوار الأورو افريقي للهجرة والتنمية، باشرت، بتوجيهات سامية من صاحب الجلالة، اصلاحا هاما لسياستها في مجال الهجرة. وفي هذا الصدد، أوضح أن المبادرة الملكية كانت مرحلة مؤسسة لإعادة تشكيل مختلف مقومات حكامة الهجرة التي تجسدت من خلال عمليات قوية ومنفتحة تجاه المهاجرين، لاسيما عبر العملية الاستثنائية لتسوية أوضاع الأجانب في حالة اقامة غير منتظمة بالمملكة. وحرص على التأكيد بأن المغرب هو أول بلد في الضفة الجنوبية للمتوسط يفعل نموذجا ديناميكيا لتدبير الهجرة، في اطارها الشمولي، من خلال إيلاء الأولوية لآليات الوقاية وحماية الضحايا والمكافحة الميدانية لشبكات التهريب فضلا عن تأمين الحدود البرية والساحلية. وبخصوص مكافحة الارهاب، جدد اضريس التأكيد بأن العمل الزجري والأمني الأحادي الجانب لا يمكن لوحده أن يشكل اجابة ملائمة لهذه الآفة المعقدة والعابرة للحدود. وذكر بهذه المناسبة، بأن المملكة اعتمدت مقاربة نشطة ومتعددة الأبعاد، تجمع في ذات الوقت بين الجوانب الوقائية والأمنية والتنمية السوسيو اقتصادية من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أقرها صاحب الجلالة منذ 2005، فضلا عن اعادة هيكلة الحقل الديني من أجل اشاعة قيم اسلام منفتح ومتسامح. وعلى المستوى العملياتي، أبرز اضريس أن العمل الوقائي لمصالح الأمن وتبادل المعلومات مع الدول الصديقة مكن من تفكيك العديد من خلايا تجنيد ونقل المقاتلين الارهابيين إلى مناطق التوتر واجهاض عدة محاولات لتنفيذ عمليات إرهابية. وبخصوص مكافحة المخدرات، دعا اضريس في اللقاء الذي حضرته سفيرة المغرب بلشبونة، كريمة بنيعيش، الدول الشريكة في غرب المتوسط الى مزيد من التنسيق في محاربة تجار المخدرات وتطوير ميكانيزمات مشتركة، تمكن من توطيد التعاون في محاربة تهريب المخدرات عبر الطرق الجوية والبحرية والبرية. وأبرز الوزير المنتدب من جهة أخرى أن التحديات الأمنية تدعو الى اعتماد سياسة أمنية منسجمة ومنسقة بين الدول من خلال وضع ميكانيزمات مناسبة وخصوصا تنشيط مجموعة المتابعة ونقاط الاتصال الوطنية، بهدف الرفع من مستوى العلاقات بين بلدان المنطقة لتكتسي بعدا استراتيجيا في إطار روح الشراكة والمسؤولية المشتركة. ويشكل مؤتمر وزراء الداخلية في غرب المتوسط الذي أحدث في إطار الحوار خمسة زائد خمسة، منتدى غير رسمي للتعاون متعدد الأطراف بين دول الضفة الشمالية للمتوسط (اسبانيا، فرنسا، ايطاليا، مالطا والبرتغال) ودول المغرب العربي حول قضايا التعاون الأمني وخصوصا مكافحة الارهاب وتجارة المخدرات والهجرة غير القانونية وتدبير الأزمات. وكان الشرقي اضريس يقود وفدا مكونا من ادريس الجواهري وحميد شبار، على التوالي، والي مدير عام الشؤون الداخلية ووالي مدير التعاون الدولي في وزارة الداخلية.