يشكل ارتفاع الضغط الدموي أبرز مسببات السكتة القلبية في المغرب، ويمس ثلث السكان، إلا أن شريحة عريضة من المواطنين تجهل عواقب الكشف المتأخر عنه وخطورة التهاون في علاجه، خصوصا أنه من الأمراض الصامتة التي لا تعطي إشارات على الإصابة به. وتبعا لذلك، يصبح من الضروري الانتباه لمستويات الضغط الدموي، باعتباره المسؤول عن الإصابة بعدد من الأمراض، ويؤثر على القلب والكلي ويتسبب في الجلطة الدماغية، كما يؤثر في الشرايين، ويصيبها بالتمزق، إضافة إلى الموت المفاجئ للقلب. وتصل نسبة المصابين بارتفاع ضغط الدم في المغرب إلى 36.6 في المائة لدى الفئة العمرية التي يتجاوز عمرها 20 سنة، حسب ما كشفت عنه نتائج الدراسة الوبائية المنجزة سنة 2000 في المغرب. ويرتفع المرض مع التقدم في السن، إذ تصل نسبة الإصابة به إلى نسبة 53.8 في المائة عند الأشخاص الذين يتجاوز سنهم 40 سنة، أما عند الأشخاص الذين يتجاوزون 65 سنة فتصل النسبة إلى 72.2 في المائة. وصنفت منظمة الصحة العالمية ارتفاع الضغط الدموي،ثالث عامل خطر مسبب للوفيات،خاصة أنه يمثل أهم أسباب الوفاة المبكرة في العالم،بمعدل 9.4 ملايين حالة وفاة سنويا، إذ يتسبب في 51 في المائة من الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية،و45 في المائة من الوفيات الناجمة عن أمراض الشرايين التاجية القلب، وينتشر بنسبة 40 في المائة لدى الفئة العمرية التي يفوق عمرها 25 سنة. وبالنظر إلى أن مرض ارتفاع الضغط الدموي من الأمراض الصامتة، فإن الوقاية والعلاج المبكر لهذا المرض، يمكن تفادي نسبة كبيرة من الوفيات المبكرة الناتجة عنه، إذا تم التحكم في عوامل الخطر وهي، التدخين، والإفراط في إضافة الملح للأغذية وزيادة وزن الجسم وقلة النشاط البدني. ويجري تشخيص ارتفاع الضغط الدموي من طرف الطبيب أو الممرض بالمراكز الصحية والعيادات والمستشفيات، حيث إن الأرقام السريرية المعتمدة طبيا للكشف عن ارتفاع الضغط الدموي تستند إلى المرجع الطبي الوطني. ويمثل ارتفاع الضغط الدموي مشكلة صحة عامة على الصعيد الدولي. فأكثر من مليار شخص مصاب بارتفاع ضغط الدم، كما أن نسبة تفشي هذا المرض تقدر ب 40% لدى السان الذين تتراوح أعمارهم بين 25 فما فوق. يشار إلى أن وزارة الصحة، وضعت برنامجا وطنياللوقاية والتحكم في ارتفاع الضغط الدموي، يمكن من الكشف، والتكفل بحالات ارتفاع ضغط الدم، كما تم تجهيز المراكز الصحية بوسائل ومعدات قياس ضغط الدم الإلكترونية والأدوية الخاصة، حسب ما جاء في بلاغ صادر عن وزارة الصحة حول مناسبة اليوم العالمي لارتفاع الضغط الدموي، توصلت "المغربية" بنسخة منه. وتخصص وزارة الصحة ميزانية تفوق 55 مليون درهم، بالإضافة إلى تقوية مهارات العاملين في مجال الصحة في مجال الكشف والتكفل بحالات ارتفاع الضغط الدموي، وتتكفل وزارة الصحة بعلاج 270ألف مريض من المستفيدين من نظام "راميد".