أكدت ديكومبا، في تصريح للصحافة على هامش مباحثات مع وزير الداخلية، محمد حصاد، والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، الشرقي الضريس، أنه "من المجدي أن نستلهم من الممارسات والتجارب الفضلى المغربية في المجال، من أجل ضمان فرص نجاح تفعيل الاستراتيجية". وقالت الوزيرة الغابونية "لقد جئنا إلى المغرب، البلد الشقيق، لنعرف ونفهم، كي نتحرك على نحو فعال لفائدة الشرائح الهشة من سكاننا"، واصفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تم إطلاقها بالمغرب سنة 2005، ب"النموذجية" و"المرجعية". وأضافت ديكومبا أن البرامج التي وضعت في الغابون أثمرت عن نتائج ملموسة ومهمة على مستوى الاقتصاد والبنى التحتية، غير أن هذا التحسن المهم للاقتصاد والبنى التحتية الغابونية لم يمكن بعد من تقليص التفاوتات الطبقية والفقر والهشاشة الاجتماعية، مشيرة إلى أن استراتيجية الاستثمار البشري في الغابون أطلقت من أجل مواجهة "هذا الوضع المقلق". وأعرب الضريس، خلال هذه المباحثات، عن "الإرادة القوية المشتركة للعمل من أجل رفاه المواطنين وتنمية البلدين"، مجددا التأكيد على استعداد المغرب لمساعدة الغابون على تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي لسكانه. وأبرز أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية واستراتيجية الاستثمار البشري في الغابون تجسدان مقاربات مواتية لمكافحة الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي، وستغنيان بعضهما البعض بفضل شراكتنا"، مشيدا ب"تميز علاقات الصداقة والأخوة العريقة" بين البلدين. وأضاف الضريس أن "خطة العمل السنوي التي سنضعها باتفاق مشترك، وستتوج بمحضر، ستمكن من رصد الأنشطة المستقبلية التي ستساعد على تحقيق الأهداف المرجوة وتلبية انتظارات السكان، من خلال المساهمة في تلبية حاجياتهم". واعتبر المسؤول المغربي أن زيارة المسؤولة الغابونية تتوج الجهود التي بذلها البلدان وتجسد "الانطلاقة الفعلية" لتنزيل بنود الاتفاقية الموقعة بليبروفيل يوم 22 دجنبر الماضي، بين وزيري الداخلية والصحة المغربيين والوزيرة المنتدبة المكلف بالاحتياط الاجتماعي، حول تبادل التجارب والممارسات الفضلى المتعلقة بأولويات التعاون المختارة، مثل الأنشطة المدرة للدخل ومحاربة الهشاشة ورعاية القرب والعمل الجمعوي. كما أشاد الطرفان بالشراكة وبالعلاقات الثنائية "النموذجية" بين البلدين، والتي "تجسد بشكل جلي النموذج غير المسبوق للتعاون جنوب جنوب والبناء والواعد"، من أجل تنمية القارة الإفريقية. وخلال هذه الزيارة، التي ستستمر حتى 4 أبريل المقبل، سيزور الوفد الغابوني العديد من المشاريع المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بكل من الدارالبيضاءوالرباط وسلا والصخيرات وتمارة، وتحديدا عددا من مراكز إيواء المسنين والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ودار الطالبة ومركز لغسيل الكلي ومركز متعدد الأغراض، على الخصوص. وسيجري، في ختام هذه الزيارة، عقد اجتماع من أجل التقييم الشامل للبعثة وتوقيع محضر لجنة القيادة المشتركة.