توج الفيلم ب"الجائزة الفضية"، وقدرها 2000 دولار أمريكي، باعتباره تجربة سينمائية تنتصر لقيم الفن والانفتاح والحرية، وتروم تقديم وجهة نظر فنية بحثة، أكثر من الحرص على ربح رهان شباك التذاكر. وبخصوص باقي جوائز المهرجان، فاز الفيلم المصري "الفيل الأزرق" بجائزة النيل الكبرى لأحسن فيلم روائي طويل، وعادت الجائزة البرونزية للفيلم الإثيوبي "بيتي وعمار". وحظي فيلما "عين الإعصار" من بوركينا فاسو، و"أوموتوما" من رواندا بشهادتي تقدير من لجنة التحكيم. وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، نال الفيلم السوداني "إيقاعات الأنتيتوف" جائزة النيل الكبرى لأحسن فيلم وثائقي طويل، وعادت جائزة لجنة التحكيم الخاصة "الجائزة الفضية" لفيلم "المعاناة" من بنين، أما الجائزة البرونزية فحصل عليها فيلم "ممرات الحرية" من ناميبيا. وفي مسابقة الأفلام القصيرة، ذهبت الجائزة الكبرى لأحسن فيلم وثائقي قصير وقدرها 2000 دولار لفيلم "وردة" من تونس، ونال الجائزة الكبرى لأحسن فيلم روائي قصير وقدرها 2000 دولار، فيلم "الأرض الأم" من السنغال. أما جائزة مسابقة أفلام الحريات، التي تبلغ 2000 دولار، وتحمل اسم "شهيد الصحافة المصرية الحسيني أبو ضيف"، ففاز بها فيلم "حلم شهرزاد"، من جنوب إفريقيا. ومنحت مؤسسة شباب الفنانين المستقلين جائزتها، التي تحمل اسم المخرج المصري الراحل رضوان الكاشف، للفيلم المصري "جاي الزمان". يذكر أن الشريط المغربي"البحر من ورائكم" هو ثالث تجربة طويلة لهشام العسري بعد فيلمي "النهاية" و"هم الكلاب"، الذي يعد من أكثر الأفلام المغربية تتويجا في المهرجانات الدولية. ويعد هذا العمل، الذي عرض لأول مرة على الصعيد العالمي، ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان دبي السينمائي، كما عرض ضمن فقرة "بانوراما" الدورة 65 من مهرجان برلين السينمائي وينتمي "البحر من ورائكم" إلى صنف "سينما المؤلف"، ويندرج في خانة "الوثائق البصرية"، التي تمتحن روح التحدي لدى جيل جديد من المخرجين، يبحث عن مكان يعبر فيه عن حضوره وتفاعله مع أسئلة المستقبل. ويؤكد العسري، من خلال "البحر من ورائكم"، الذي شارك في بطولته مالك أخميس وحسن باديدة ومحمد أوراغ وياسين السكال وآخرون، على توسيع دائرة التجريب في أفلامه، التي انطلقت بشريطه الطويل الأول "النهاية"، إذ ينشغل بالعمل على لغة سينمائية وآليات سردية على حساب الحكاية.