حسب المسؤولين عن المركز الوطني الموريتاني لأمراض القلب، فإن غالبية المرضى المستفيدين من خدمات الفريق الطبي المغربي هم من ذوي الوضعيات الخاصة طبيا وماديا ممن كانوا بحاجة استعجالية لتدخل جراحي لإنقاذ حياتهم، وهو ما يخفف كثيرا على هؤلاء المرضى، الذين كان بعضهم مستسلما للعجز عن البحث عن العلاج في الخارج. واعتبروا أن هذه البعثة الطبية المغربية هي امتداد لتعاون "مثمر وفعال " بين المركز الوطني الموريتاني لأمراض القلب والهيئات النظيرة له في المغرب. ومن جهته، قال البروفسور سعيد مغيل، إن العمليات التي قامت بها البعثة الطبية المغربية بوحدة أمراض القلب بمستشفى الشيخ زايد، تمت في أحسن الظروف وكللت كلها بالنجاح واستفاد منها مرضى من الجنسين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و75 سنة. وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مهمة البعثة الطبية المغربية، التي تكتسي طابعا إنسانيا وتكوينيا في الوقت ذاته، تندرج في إطار اتفاقية الشراكة التي تربط بين المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا والمركز الوطني الموريتاني لأمراض القلب. وأوضح أنه بالإضافة إلى الشق العلاجي، فإن مهمة البعثة تتمثل أيضا في المساهمة في تكوين الأطر الطبية وشبه الطبية للمركز الوطني الموريتاني لأمراض القلب من خلال العمليات الجراحية التي تتم بمشاركة فريق طبي موريتاني متكامل، يتقدمه الدكتور خالد ولد بية، من أجل تحسين مستواه العلمي والتقني حتى يتمكن من القيام بعمليات جراحية بشكل مستقل. وفي هذا السياق، نوه البروفسور مغيل بكفاءة الفريق الطبي الموريتاني "الذي راكم خبرة لا يستهان بها وبلغ درجة النضج وأصبح قادرا على إجراء عمليات جراحية ناجحة بكل استقلالية"، مذكرا بأن بعض أعضاء هذا الفريق سبق لهم أن خضعوا لتداريب بالعصبة الوطنية لمحاربة أمراض القلب والشرايين. يذكر أن الفريق الطبي بقيادة البروفسور سعيد مغيل يضم البروفسورة نعيمة الهيثم، الأخصائية في القسطرة، والدكتور أحمد المغراوي، المتخصص في التخدير والإنعاش، فضلا عن ثلاثة ممرضين. وتجدر الإشارة إلى أن المركز الموريتاني لأمراض القلب يستقبل سنويا بعثة طبية مغربية ثانية، متخصصة في أمراض القلب والشرايين، من المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، في إطار حملة علاجية وتكوينية، ما يساهم في تقديم خدمات كبرى لمرضى المركز ومساعدته بالتالي على مواجهة التزايد المقلق للإصابات المرتبطة بالقلب والشرايين في موريتانيا خلال السنوات الأخيرة.