اعتبر فام، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة قمة البيت الأبيض حول التطرف العنيف التي تنعقد بواشنطن بين 18 و20 فبراير الجاري، أن "التجربة المغربية تعتبر نموذجا ملهما، من شأنها أن تشكل باعثا على وضع مقاربة شاملة تعالج منابع الإرهاب عبر مشاريع اجتماعية واقتصادية، في سياق يعزز الإسلام الوسطي المتشبع بقيم الوسطية والاعتدال". وفي هذا الصدد، أشار الخبير الأمريكي إلى مركزية مؤسسة إمارة المؤمنين التي تجعل المغرب في منأى عن المزايدات واستغلال الدين لأغراض سياسية، وأهمية برامج تكوين الأئمة التي ساهمت في تكريس الثوابت الدينية والروحية للمملكة المبنية أساسا على العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني. كما لاحظ فام أن الاستراتيجية المغربية في مجال محاربة التطرف الديني تحظى ب"تقدير كبير" عبر القارة الإفريقية، مبرزا أن بلدانا من قبيل تونس وليبيا ومالي وغينيا وكوت ديفوار ونيجيريا قررت الاستعانة بخبرة المملكة في تكوين الأئمة وفق مبادئ وقيم الإسلام الوسطي. من جهة أخرى، أبرز مدير مركز (إفريقيا سانتر) أهمية الشراكة المغربية الأمريكية في مجال مكافحة التطرف، مذكرا في هذا الصدد بأن البلدين وقعا على اتفاق إطار ثنائي للدعم في مجال مكافحة الإرهاب، على هامش القمة الأولى الولاياتالمتحدة - إفريقيا التي استضافتها العاصمة الفدرالية الأمريكيةواشنطن في غشت الماضي. وبموجب مذكرة التفاهم، يلتزم البلدان بتعزيز القدرات الإقليمية، لا سيما في مجال تكوين عناصر مصالح الأمن المدني بالبلدان الشريكة بمنطقتي المغرب العربي والساحل، من خلال تعبئة الخبرات المتبادلة في العديد من المجالات كتدبير الأزمات وأمن الحدود والتحقيقات.