حسب المصادر نفسها، فإن السلطات المحلية وضعت رهن إشارة هواة الرياضات الجبلية والشتوية جميع الوسائل اللوجيستيكية، لتسهيل الولوج إلى محطة التزحلق الجليدي "أوكايمدن"، التي شهدت، خلال الأسابيع القليلة الماضية، توافد أعداد كبيرة من الزوار الأجانب والمغاربة بعد التساقطات الثلجية المهمة بالمنطقة. وأوضح مهتمون بتاريخ المنطقة أن المؤهلات الطبيعية لأوكايمدن استفاد منها الجيش الفرنسي في سنوات الثلاثينات من فترة الحماية الفرنسية متخذا منها قاعدة عسكرية، لإحكام السيطرة على سكان المناطق الجبلية ومواجهة حركات التمرد القبلية، وبانفراط عهد الحماية، أصبحت ثكنة عسكرية للجيش المغربي، فأمكن التعرف على مؤهلاتها الطبيعية المهمة، وأضحت قبلة للآلاف من الزوار والسياح الأجانب والمغاربة. ويطلق عليها بعض هواة التزحلق الأجانب اسم "سويسرا إفريقيا"، في إشارة إلى التشابه الطبيعي بين محطة التزحلق "أوكايمدن" وبين مجموعة من المحطات الأخرى بسويسرا. وتساهم أشجار الصنوبر والعرعار والثلوج المتراكمة فوق أغصانها في رسم معالم لوحة طبيعية وأسر قلوب العديد من الزوار والسياح الأجانب، الذين يعتبرونها محطة مهمة في جدول أعمال جولتهم السياحية بالمغرب، خصوصا خلال فصل الشتاء، ما جعلها تتبوأ مكانة الصدارة على الصعيد الإفريقي، باعتبارها من أهم محطات التزحلق بالقارة السمراء. وكشفت العديد من الأبحاث الأركيولوجية عن وجود نقوش صخرية وتحف أثرية، تعود إلى فترة ما قبل التاريخ، ويتجاوز عمرها الحالي 4 آلاف سنة، ما يعطي المنطقة أصالة وتجذرا تاريخيا، باعتبارها واحدة من أهم المناطق المغربية التي استوطنها الإنسان قديما. وأقيمت حولها العديد من الأبحاث والدراسات الأكاديمية، التي نادت بضرورة تسجيل المنطقة لدى منظمة اليونسكو كتراث إنساني. وأرجع عدد من الفاعلين السياحيين والرياضيين حالة الفوضى العارمة ، التي تعرفها محطة التزحلق أوكايمدن، إلى افتقارها لعدد من التجهيزات الضرورية، كمواقف السيارات، وضعف العمليات التحسيسية، وعدم كفاية عدد رجال الأمن بالمنطقة، فرغم مجهوداتهم المضنية، فإنهم غير قادرين على ضبط النظام في صفوف الزوار الذين يصل عددهم في بعض الأحيان إلى 8 آلاف زائر يومي السبت والأحد، ما يستدعي زيادة أعداد رجال الأمن ورجال الدرك الملكي والقوات المساعدة، وتوزيع المهام بينهم للتخفيف من حدة الفوضى، التي تسيء للسمعة السياحية للمنطقة وللمغرب بشكل عام. وأفاد محمد بناني، مدرب رياضة التزحلق على الجليد، أن المنطقة أضحت، خلال الست سنوات الأخيرة في تراجع مستمر، وتسير من سيء إلى أسوأ، نتيجة الفوضى وعشوائية التسيير، التي ألحقت ضررا كبيرا بسمعة المحطة. وأضاف بناني، في تصريح ل"المغربية"، أن المؤهلات الطبيعية المهمة للمنطقة بوأتها مكانة متميزة على الصعيد الإفريقي، لكنها لم تستثمر بشكل أمثل من طرف المسؤولين، الذين يفتقدون رؤية استراتيجية في هذا المجال. وتشهد باقي المنتجعات السياحية بإقليم الحوز، هي الأخرى، توافد آلاف السياح من جنسيات مختلفة، خصوصا خلال عطلة نهاية الأسبوع، مثل منطقة "إمليل" التي توجد بها أعلى قمة جبلية وطنيا بالأطلس الكبير (توبقال)، إضافة إلى منتجعي ويركان وأوريكا.