استهدف الهجوم الصاروخي موكب جهاد مغنية بمحافظة القنيطرة السورية بالقرب من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. وقالت قناة "المنار" التابعة لحزب الله إن "الشهداء الستة قضوا في الغارة الجوية الصهيونية التي استهدفتهم أثناء قيامهم بتفقد ميداني لبلدة مزرعة الأمل في القنيطرة السورية". ونعى حزب الله قتلاه وقال في بيان "بإيمان واحتساب وفخر واعتزاز تزف المقاومة الإسلامية في لبنان إلى شعبها الوفي وأمتها الأبية..الشهداء الأبرار". وعدد بيان الحزب أسماء ستة قتلى من بينهم القائد العسكري محمد احمد حسن مواليد عام 1972 وجهاد عماد مغنية مواليد عام 1989. يأتي الهجوم بعد ثلاثة أيام من قول الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أنه يعتبر أن الهجمات الإسرائيلية المتكررة في سوريا عدوانا كبيرا وأن سوريا وحلفاءها لهم الحق في الرد. وكان حزب الله قد خاض حربا استمرت 34 يوما ضد إسرائيل في عام 2006 ويقاتل مع قوات الرئيس بشار الأسد في الصراع السوري الذي يقترب من إكمال عامه الرابع. وقال موقع تابناك الإخباري الإيراني شبه الرسمي إن عددا من أفراد الحرس الثوري قتلوا أيضا في الهجوم دون ذكر مزيد من التفاصيل. وقال التلفزيون الإيراني الرسمي إنه لم يتسن التأكد من هويات "الشهداء". واستهلت قناة المنار التابعة لحزب الله نشرة أخبارها المسائية قائلة إن "إسرائيل تلعب بالنار وان جنون العدو من تطور قدرات حزب الله العسكرية قد يدفعه إلى مغامرة مكلفة تجعل الشرق الأوسط برمته على المحك". وأحجم الجيش الإسرائيلي عن التعقيب لكن مصدرا امنيا إسرائيليا قال لرويترز إن الجيش الإسرائيلي نفذ الهجوم. ولم يتضح على الفور ما هو دور جهاد مغنية في القتال في سوريا. واتهم حزب الله إسرائيل عام 2008 باغتيال قائده العسكري عماد مغنية في دمشق وكان على قائمة الولاياتالمتحدة للمطلوب القبض عليهم لدوره في هجمات على أهداف إسرائيلية وغربية مهمة. وتنفي إسرائيل ضلوعها في الاغتيال. وأعرب نبيل بو منصف، وهو محلل وكاتب عمود في جريدة النهار اللبنانية عن اعتقاده بأن الغارة كانت ردا مباشرا على كلام نصر الله وأنه يمكن أن يؤدي إلى رد عنيف. وقال لرويترز "فوجئت بأنهم قاموا برد عملي على خطابه. أول مرة يرد الإسرائيلي على خطاب... الخطير بالأمر هو مقتل ابن عماد مغنية وهذا أمر خطير جدا ولا اعتقد أن الحزب يستطيع السكوت بعد ألان". وقالت مصادر محلية إن قوة تابعة للأمم المتحدة كثفت دورياتها على الحدود بين لبنان وإسرائيل مساء الأحد. وكان عماد مغنية ضالعا في تفجير السفارة الأمريكية وثكنات القوات البحرية الأمريكية وقوة حفظ السلام الفرنسية في بيروت عام 1983 وهي هجمات أسفرت عن مقتل أكثر من 350 شخصا إلى جانب تفجير السفارة الإسرائيلية في بوينس ايرس عام 1992 وخطف غربيين في لبنان في الثمانينيات. ووجهت له الولاياتالمتحدة اتهاما لدوره في خطف طائرة تابعة لشركة الطيران الأمريكية تي.دابليو.ايه وقتل راكب أمريكي. وقتل في تفجير سيارة ملغومة في دمشق عام 2008. وكان جهاد مغنية وقف وهو في السادسة عشر من عمره أمام آلاف المشيعين في ذكرى أسبوع على مقتل والده ليقول "لأول مرة أقف بينكم ولأول مرة أعلن بكل فخر واعتزاز أني جهاد عماد مغنية ابن القائد الجهادي الكبير الذي طويت اسمه كما طواه أحبته.. لا خوفا ولا جبنا بعد اليوم".