شدد السفير المغربي، الذي كان يتحدث باسم المجموعة الإفريقية، على أن "المجموعة الإفريقية تجدد التأكيد على إدانتها القوية للإرهاب بكل أشكاله، كيفما كان ومن قبل أي كان. فالإرهاب لا يمكن أن يرتبط بأي ديانة أو عرق. المجموعة الإفريقية تؤكد على ضرورة أن تظل مكافحة الإرهاب في مقدمة أولويات الأممالمتحدة". وكان السيد عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمملكة بنيويورك، الذي تسلم رئاسة المجموعة الإفريقية برسم شهر يناير يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال اجتماع خصص لأولويات المنظمة العالمية خلال سنة 2015. وأضاف الدبلوماسي المغربي أن المجموعة الإفريقية التي تقدم تعازيها الخالصة للشعب والحكومة الفرنسيين عقب "الاعتداء الإرهابي" الذي استهدف صحيفة (شارلي إيبدو)، تجدد "إدانتها القوية للإرهاب بجميع أشكاله". وسجل أن المجموعة الدولية ستظل "معبأة وعلى استعداد للتنسيق من أجل القضاء على هذه الظاهرة" التي تمثل "تهديدا شاملا ما فتئ يتفاقم"، مبرزا أن "تحالف الحضارات يكتسي أهمية قصوى في هذا المجال". من جهة أخرى، دعا إلى انتهاز مناسبة تخليد الذكرى السبعين للمنظمة العالمية "لمواصلة عملية تكيف الأممالمتحدة مع محيطها ومع التحديات الدولية التي تجابهها". وأشار السيد هلال، في هذا الصدد إلى "محاربة داء الإيبولا الذي يظل أولوية بالنسبة للمجموعة الإفريقية، مؤكدا أنه "حان الوقت لمعالجة التأثير السلبي لهذا الوباء على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية للبلدان المتضررة من خلال اعتماد استراتيجية ملائمة لتمكين هذه البلدان من مواجهة الانعكاسات البنيوية لهذ الوباء، والعودة إلى طريق التنمية". وأضاف أن إفريقيا تولي فعلا أهمية كبرى لأهداف التنمية المستدامة، التي يتوقع أن يتم تبينها خلال هذه السنة. وأكد السيد هلال أن "قارتنا ستواصل التزامها مع المجتمع الدولي من أجل وضع إطار جديد للتنمية من شأنه تلبية احتياجاتها عبر القضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض"، و "لن تدخر أي جهد" لكي يحقق المؤتمر المقبل حول تمويل التنمية (أديس أبابا/يوليوز) النتائج المرجوة من قبيل إقامة الشراكات الممكنة وتمويل أهداف التنمية المستدامة التي حددها المجتمع الدولي. وذكر نظراءه بأن إفريقيا تعتبر القارة الأكثر تضررا من التغيرات المناخية، مبرزا أن هذا الأمر يجعل من المجموعة الإفريقية تولي "أهمية أساسية" للقمة حول التغيرات المناخية، التي تنعقد بباريس نهاية العام الجاري، معربا عن الأمل في أن تحقق القمة التطلعات المتضمنة في الاتفاقية الإطار بليما، وتقطع مع إخفاقات الماضي وتتوصل إلى قرارات تستجيب على نحو ملائم للتحديات المناخية التي تواجه البشرية. وشدد الممثل الدائم على أنه "لا وجود لتنمية مستدامة دون حماية مثلى للبيئة، بل إن التنمية لن تكون مستدامة إلا في إطار السلم والأمن واحترام حقوق الإنسان ". وأضاف أن المجموعة الإفريقية "ترحب بجهود الأممالمتحدة لتفعيل استراتيجية متكاملة لمنطقة الساحل، كما تحيي جهود المنظمة في مجال حفظ السلام والأمن بمناطق التوتر في القارة الإفريقية". وخلص إلى أنه يتعين على إفريقيا أن "تقطع مع الصراعات وتهديد السلم الذي يستنزف مواردها الطبيعية والبشرية، وتكرس مواردها لخدمة التنمية ورفاهية المواطنين"، معتبرا أنه على "الأممالمتحدة أن تواكب القارة من أجل تحقيق هذه الأهداف".