يعرف هذا المهرجان، الذي يتزامن انعقاده مع الاحتفالات بالذكرى المئوية للسينما الهندية، تنظيم ثلاث مسابقات كبرى، وهي مسابقة الأفلام الوطنية الهندية، والمسابقة الدولية، ومسابقة سينما المدارس، وذلك بمشاركة 35 بلدا من أوروبا وأمريكا والعالم العربي، من بينها المغرب ومصر. وقال المخرج المغربي محمد عهد بنسودة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الفيلم يعرض للمرة الثانية في الهند، بعد أن سبق وشارك في المهرجان السينمائي الدولي لمدينة "غوا" الهندية وحصل خلاله على جائزة المرأة الهندية. وأشار بنسودة إلى أن فيلمه "خلف الأبواب المغلقة"، الذي يتصدر حاليا شباك التذاكر بالقاعات السينمائية الوطنية، يوفر فرجة سينمائية من خلال معالجته لظاهرة حساسة في المجتمع المغربي، وهي التحرش الجنسي سواء اللفظي منه أو الفكري أو البدني، لاسيما في أماكن العمل، لافتا الانتباه إلى أن هذه الظاهرة تعاني منها أيضا المرأة الهندية وبطريقة حادة. وأضاف المخرج المغربي أن الشريط يساهم بصفة غير مباشرة في تحسيس الرأي العام بخطورة هذه الآفة الاجتماعية، مؤكدا أن هناك اليوم مشروع قانون ضد التحرش في هذا الصدد طرح أمام الحكومة والبرلمان. واعتبر أن الفيلم يمثل السينما الإيجابية التي تمثل المغرب في الخارج تمثيلية إيجابية وذات قيمة مضافة، لأنه يخدم قضية اجتماعية بأبعاد اقتصادية تنجم عن استغلال النفوذ والشطط في استعمال السلطة داخل أماكن العمل. ويتناول الشريط المغربي ظاهرة التحرش الجنسي داخل أماكن العمل، من خلال شخصية البطلة "سميرة"، الشابة الجميلة التي تعيش مع زوجها "محسن" في جو من السعادة والطمأنينة، قبل أن تنقلب حياتها الزوجية رأسا على عقب بوصول مدير جديد "مراد" إلى الشركة التي تعمل بها وتعيينه رئيسا مباشرا لها، ليبدأ هذا الأخير مسلسل المطاردة والتحرش بها بالترغيب والترهيب. وفي هذا الإطار، يعطي الفيلم لمحة عن المعاناة النفسية والجسدية للضحية جراء المحاولات المستمرة للمدير من أجل الإيقاع بها، كما يبرز الفراغ التشريعي في ما يخص ظاهرة التحرش الجنسي داخل أماكن العمل. تجدر الإشارة إلى أن شريط "خلف الأبواب المغلقة" توج بجائزة لجنة تحكيم الدورة الÜ46 لمهرجان هيوستن بولاية تيكساس الأمريكية، والجائزة الخاصة للجنة تحكيم الدورة الثامنة من مهرجان مسقط السينمائي الدولي وجائزة بمهرجان سان فرانسيسكو الدولي وأخرى بمهرجان باتالوما الدولي. كما تم عرض هذا الشريط ضمن فقرة "نبضة قلب" خلال المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، والمسابقة الرسمية للدورة الÜ 15 للمهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة. وقام ببطولة الفيلم كل من زينب عبيد، في أول مشاركة سينمائية لها، وكريم الدكالي، ومشاركة عدد من الممثلين، من بينهم آمال عيوش وعبد الله فركوس وعمر العزوزي ونجاة خير الله وبشرى أهريش ونجاة الوافي وزبيدة عاكف. وصورت أحداث الفيلم، الذي كتب له السيناريو عبد الإله الحمدوشي، بين مراكش والدار البيضاء والرباط، وهو ثاني أفلام محمد عهد بنسودة الطويلة بعد فيلمه "موسم لمشاوشة"، الذي أخرجه سنة 2009، ونال عنه جائزة لجنة تحكيم الشباب بمهرجان سينما المؤلف بالرباط، إضافة إلى شريطيه التلفزيونيين "ثمن التهور" (1993) و"خيال الذيب" (2006). وازداد محمد عهد بنسودة سنة 1969 بمدينة تطوان، ودرس التاريخ والأدب الفرنسي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، وحصل على شهادة الإجازة في تاريخ الفن وعلم الآثار من جامعة باريس، وعلى شهادة في كتابة السيناريو من مؤسسة التكوين المتخصص في السينما والتلفزيون سينيكور بالكيبك بكندا. كما تمرس بعد ذلك في عدة وظائف مختلفة في السينما والتلفزيون، ممثلا ومساعد مخرج ومحافظا ومسؤولا عن الكاستينغ وكاتب سيناريو ومنتجا.