يروم هذا اللقاء، المنظم في إطار برنامج يموله المركز الدولي للبحوث بالمناطق الجافة وشبه الجافة، لضمان الأمن الغذائي للسكان القرويين بالمناطق الجافة وشبه الجافة ببلدان آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو برنامج منظم بشراكة مع المعهد الوطني للبحث الزراعي، انطلق العمل به بمنطقة سايس بجهة مكناس- تافيلالت سنة 2013، ويهدف إلى مواكبة الفلاحين في تنمية قدراتهم وتطوير أنشطتهم الزراعية، والرفع من مردودية إنتاج الحبوب والقطاني، وكذا توفير المخزون الأساسي من البذور المحلية، التي تتلاءم مع طبيعة ومناخ المناطق الجافة وشبه الجافة. وقال مدير المركز الجهوي للبحث الزراعي محمد العصري إن الهدف من اللقاء هو توعية فلاحي المنطقة بأهمية محاربة الأعشاب الضارة والطفيليات في حقول الحبوب والقطاني، سيما خلال هذه الفترة، التي تتطلب تدخلا من طرف الفلاحين للتحكم في الموسم الفلاحي لتحقيق مردودية أكثر، باعتبار أن هذه الأعشاب الضارة تعد منافسا رئيسيا للمزروعات الأساسية داخل الحقول الزراعية. وخلال هذا اللقاء، الذي أطره أساتذة باحثون في المجال الزراعي، قدم عرض حول كيفية التعرف على الأعشاب الضارة والمحاربة الكيماوية، وتقديم نتائج بحوث حول محاربة تلك الأعشاب في زراعة القطاني والحبوب. وشدد عبد الحميد هامل، أستاذ باحث بالمركز الجهوي للبحث الزراعي بمكناس، على أهمية استعمال وسائل تقنية فلاحية، كالبذور المختارة والدورة الزراعية، المتمثلة في تنويع المزروعات والأدوية كل موسم فلاحي. وكشف عن وجود الملايين من البذور والأعشاب في الطبقة السطحية من التربة، لا ينبت منها سنويا إلا أقل من 10 في المائة، فيما العدد الآخر من هذه البذور يبقى "نائما" ينتظر الظروف الملائمة للإنبات. كما قدمت تجربة ميدانية توضحية بحقل نموذجي في زراعة الفول بمنطقة سيدي سليمان مول الكيفان، أطرها عبد الله العساوي، الباحث بالمركز الجهوي للبحث الزراعي بمدينة سطات، قدم خلالها طرق معالجة وضبط آليات رش بالأدوية في حقوق القطاني وكيفية التحكم في كمية الأدوية المستعملة. يشار إلى أن منطقة سايس تقع بين مدينتي فاسومكناس، وهي منطقة فلاحية بامتياز، يعتمد فلاحوها على الحبوب. كما تستفيد المنطقة من وجود مدارس ومؤسسات فلاحية، أقدمها المدرسة الوطنية للفلاحة التي يرجع تاريخ بنائها إلى العهد الاستعماري، ثم معهد البحث الزراعي، ومدرسة غراسة البساتين، والمدرسة الطبوغرافية القروية، وهي مؤسسات فلاحية مهمة، ارتقت إلى المستوى الدولي، ويتخرج منها تقنيون وباحثون ومهندسون زراعيون في شتى التخصصات، كما تعتبر منطقة سايس مجالا للبحوث التطبيقية.