أكدت الدراسات أن حجم الخسائر التي تتسبب فيها الأعشاب الضارة لوحدها تكون جد مرتفعة إذا لم تتم مواجهتها ومحاربتها لتفادي الأضرار الجسيمة التي قد تلحقها بمردود و جودة المحصول الزراعي، حيث أشارت هذه الدراسات إلى أن نسبة و حجم الخسائر التي تنتج عن الأعشاب الضارة لوحدها قد تصل إلى 70% من المحصول. جاء ذلك في اليوم الدراسي الذي نظمته مصلحة وقاية النباتات ببنسليمان التابعة للسلامة الصحية للمنتجات لجهة الشاوية ورديغة ، بتنسيق مع المديرية الإقليمية للفلاحة يوم الأربعاء 18 دجنبر حول موضوع:« آفة الأعشاب الضارة بزراعة الحبوب و طرق معالجتها»، حيث حضر هذا اللقاء الفلاحي ما يقارب 100 فلاح يمثلون التعاونيات و الجمعيات الفلاحية و تم خلاله تقديم مجموعة من العروض و الشروحات التي تهتم بمجال زراعة الحبوب من طرف أطر و تقنيي المصلحة الذين أكدوا خلال مداخلاتهم على أن إقليم بنسليمان يتوفر على أراض خصبة و شاسعة صالحة للقيام بأنشطة فلاحية متنوعة و خاصة زراعة الحبوب البورية. لكن ما يعيق تطور المجال الفلاحي به ، حسب المتدخلين، هو عدم اهتمام الفلاحين بحماية المزروعات خصوصا في بعض الأوقات و الفترات التي تنمو فيها بشكل متواتر بعض الأعشاب الطفيلية و الضارة التي قد تؤثر بشكل سلبي على المحصول الزراعي، خاصة و أن الموسم الفلاحي الحالي عرف انطلاقة جيدة نتيجة سقوط كميات مهمة من الأمطار التي قد تساهم في ظهور بعض الأمراض و الحشرات و الأعشاب الضارة التي تتزامن و مرحلة النمو الطبيعية للحبوب. و من بين هذه الأمراض التي تصيب المزروعات : مرض التبقع السبتوري، و يعتبر من أكثر الأمراض خطورة على محاصيل الحبوب ، و مرض الصدأ الذي يصيب القمح الطري و القمح الصلب على حد سواء ، و كذا مرض البياض الدقيقي، و هو سريع الانتشار، و قد يسبب خسائر بالغة في الحبوب الزراعية ، مما يتطلب من الفلاحين القيام بمعالجة ملائمة لهاته الآفات الزراعية و محاربة هذه الأعشاب التي تضر بالمزروعات من خلال اتباع تقنيات ناجعة و استعمال الأدوية و المبيدات المناسبة و استشارة الجهات والمصالح المختصة التابعة للوزارة الوصية على قطاع الفلاحة لحماية هاته المزروعات و النباتات من بعض الطفيليات، ضمانا لمردود جيد و وفير من المحصول الزراعي. و قد أعقبت العروض و الشروحات المقدمة للفلاحين مناقشة مستفيضة من طرف بعض المتدخلين الحاضرين، حيث أشارت هذه النقاشات إلى بعض المشاكل و الاختلالات التي يعاني منها الفلاحون نتيجة قلة التواصل و ارتفاع تكاليف النشاط الفلاحي، مما يجد معه الفلاحون و خاصة الصغار منهم، صعوبة في الاستمرار و مواصلة القيام بالأنشطة الفلاحية في ظل التقلبات المناخية و التكاليف المرتفعة التي أصبحت تتطلبها الفلاحة. و للإشارة فقد تم في نفس الإطار القيام بخرجة و زيارة لأحد الحقول لشرح طريقة المعالجة من طرف أطر و تقنيي المصلحة المشار إليها أمام أنظار بعض الفلاحين المهتمين و المعنيين بكيفية محاربة المزروعات من الأعشاب الضارة.