كانت قاعة سينما كوليزي، عرضت ليلة أول أمس الثلاثاء، فيلم "قسم إعادة الإدماج"، لمخرجه الروسي ايفان تفيردوفسكي، وهو إنتاج مشترك بين ألمانيا وروسيا، في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان. ويحكي الفيلم، الذي يلعب بطولته الممثل نيك يتا كوكوشكين، قصة "لينا"، وهي شابة ذكية معاقة جسديا، تحرص على العودة إلى الدراسة بعد سنوات من الانقطاع، لتلتحق بقسم مخصص لتلاميذ ذووا اضطرابات نفسية أو جسدية، وفي نهاية السنة، يمثُل كل تلميذ أمام لجنة لتقييم قدراته التعليمية والتقرير في مدى أحقيته في الالتحاق بقسم الفئة "العادية". وبالرغم من ذلك، لا يبذل المدرسون أي مجهود لمحاولة تحفيز طلبتهم أو مساعدتهم على تحسين أدائهم، بل يبلغ بهم الأمر حد قمع "لينا"عندما تبدي أية محاولة للحديث في مواضيع أكثر تعقيدا، ومع ذلك، تمكنت الفتاة من الاندماج في الحياة المدرسية، والسعادة تبدو عليها وهي برفقة زميلها أنطون. وترأس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة الكوميدية الفرنسية الشهيرة إيزابيل إيبير، وتضم في عضويتها المخرج الهندي رايتش باترا، والمخرجة الدانماركية سوزان بير، والمخرج المغربي مؤمن السميحي، والمخرج الفرنسي برتراند بونيلو، والممثلة الفرنسية ميلاني لورانت، والمخرج الإيطالي ماريو مارتون، والمخرج الروماني كريستيان مانغيبو، والكوميدي البريطاني ألان ريكمان، في حين يرأس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة المخرج والكاتب والمنتج الموريتاني عبد الرحمان سيساكو، وتضم في عضويتها كل من المخرجة والكاتبة الأمريكية، زوي كاسافيتس، والممثل والمخرج المغربي إدريس الروخ، والممثلة والمخرجة الفرنسية إليزا سيدناوي، والممثل الفرنسي أولييل. وأكد مجموعة من النقاد السينمائيين، الذين يواكبون فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن إدارة المهرجان، نجحت خلال دورة هذه السنة في اختيار الأفلام الجيدة على خلاف الدورات السابقة، حيث انفتحت خلال هذه الدورة إضافة إلى أوروبا وأمريكا على الأفلام العربية والأفلام الإفريقية، وهذا يشكل إضافة نوعية لهذا المهرجان. وتعيش مدينة مراكش، منذ يوم الجمعة الماضي، على نبض السينما، بين عروض أفلام تتنافس على جوائز المهرجان وعروض متنوعة خارج المسابقة، وفقرات تكريم، ودروس في السينما، ولقاءات مفتوحة بين النجوم وجمهور المدينة، وستعرف دورة هذه السنة عرض أزيد 87 فيلما تمثل 22 دولة، من بينها 13 عملا أولا، منها 8 تتنافس في المسابقة الرسمية، إضافة إلى بانوراما خاصة بتكريم السينما اليابانية. ويسعى المهرجان الدولي للفيلم لجعل المدينة الحمراء عاصمة للسينما، ومحطة كونية لاستقطاب ألمع الأسماء السينمائية الدولية والعالمية، فضلا عن جعل السينما، فضاء للإبداع العالمي، ومناسبة كبيرة لترسيخ قيم الحوار والتواصل الكوني، فضلا عن تكريس روح التسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والأجناس والمشاركين.