كانت الوزارة سطرت برنامجا حافلا من أجل الاحتفاء بمائوية التعمير، انطلق منذ 20 نونبر الماضي، من أجل المساهمة في وضع لبنات وأسس تعمير الغد، بتنظيم مجموعة من الأنشطة والتظاهرات العلمية والفكرية لتبادل وتقاسم الأفكار والخبرات والمعارف بين مختلف المتدخلين، حول مواضيع عامة ذات بعد وطني، وأخرى بارتباط مع خصوصيات محلية، أبرزها المناظرة الدولية بالصخيرات. ويتوقع أن يشارك في هذه المناظرة أزيد من 600 مشارك، يمثلون كافة الفاعلين المتدخلين والخبراء في ميدان التهيئة والتعمير على المستوى الوطني والدولي، لمناقشة ثلاثة رهانات أساسية، تهم "التعمير والتماسك الترابي"، و"التعمير والقدرة على مواجهة التحديات"، و"التعمير والحكامة الترابية". واعتبر العنصر أن الاحتفاء بمائوية أول قانون للتعمير (10 دجنبر 1914)، يكتسي أهمية بالغة، بالنظر إلى التغييرات العميقة الناتجة عن الدينامية العمرانية المتسارعة بالمغرب، التي سيواجهها بشكل أكبر خلال العقدين المقبلين، مشيرا إلى أن عدد سكان الفضاءات الحضرية يقارب اليوم 62 في المائة من مجموع السكان، ويرتقب أن يصل إلى 75 في المائة في أفق سنة 2035، وأن هذا الأمر يطرح إشكالية مدى قدرة هذه الفضاءات على الاستجابة لحاجيات الأسر المتزايدة، من فضاءات عيش كريمة، وتحديات التنافسية والاستدامة. وأبرز العنصر المغرب عرف تجارب رائدة لأجرأة مفاهيم التعمير، مقارنة مع دول أخرى، كمناهج المحافظة على التراث العمراني، وترتيب المواقع والمشاهد، فضلا عن إقرار تصاميم التهيئة والبرامج العملياتية لتوفير سكن للجميع، من خلال عمليات السكن الاجتماعي، مشددا على أن الموروث المعماري والعمراني للمغرب، من مدن عتيقة وقصبات وقصور، يمثل مجالات ذكية مقارنة بالتعريفات الحالية للمدن الذكية، بالنظر لكيفية اختيار مواقعها، وتوزيع مختلف الأنشطة داخلها، ونوعية الموارد المستعملة لتشييدها والثقافة العمرانية السائدة بها. كما سجل أنه بهدف أجرأة مضامين مختلف القوانين في مجال التعمير، جرى توفير الإطار المؤسساتي والتنظيمي، من خلال اختصاصات المجالس الجماعية وإحداث الوكالات الحضرية والمؤسسات والشركات المكلفة بالتهيئة والآليات التمويلية، موضحا أن التحديات المطروحة اليوم في مجال التعمير تفرض الانتقال من مقاربة إصلاحية للفضاءات العمرانية إلى مقاربة تنموية استباقية، تضمن تناسق والتقائية مختلف التدخلات القطاعية، مع مراعاة قيم الحداثة، وضرورة تثمين الهويات والخصوصيات الجهوية والمحلية. وتجدر الإشارة إلى أن برنامج الاحتفاء بمائوية التعمير تضمن تنظيم خمس تظاهرات أخرى، تهم مواضيع "من أجل تعمير تشاركي وذكي ومستدام" يومي 20 و21 نونبر الماضي، و"100 سنة من الهندسة المعمارية والتعمير بالمغرب، حصيلة وآفاق" يوم 24 نونبر الماضي، و"الاحتفاء بمائوية مدينة القنيطرة" يومي 25 و26 نونبر الماضي، و"المنظومة الحضرية: المكتسبات والإكراهات والتحديات"، ولقاء "مكناس: فضاء متميز لتجارب معمارية وعمرانية" يوم 5 دجنبر الجاري.