يأتي هذا النشاط، الذي نظمته "دار المعلمة"، من 24 إلى 29 نونبر الماضي، بشراكة مع مكتبة "ملتقى الكتاب" الكائنة بالمعاريف بالدار البيضاء، في إطار تشجيع عمل الصانعة التقليدية بالمغرب، وإنعاش إبداع الصناعة التقليدية النسائية. وخلال هذا الأسبوع، قامت نحو عشرين امرأة ممثلة لمختلف جهات المغرب وجل مهن الصناعة التقليدية، بعرض منتجاتهن في "ملتقى الكتب" بالمعاريف. وأكدت فوزية طالوت المكناسي، خلال ندوة النقاش، التي رافقت توقيع المؤلف، أن هذا الكتاب جاء ثمرة جهد طويل من العمل مع الرئيس المؤسس لشبكة الصانعات التقليديات بالمغرب "دار المعلمة" وعضوات الشبكة. وقالت إن الشبكة استطاعت، منذ تأسيسها سنة 2008، مرافقة هؤلاء الصانعات التقليديات، القادمات من عدة مناطق بالمغرب، من أجل مساعدتهن على ترويج منتجاتهن، والمساهمة في تعزيز قدراتهن الاقتصادية. وطيلة الأسبوع الذي شهد عرض المنتوجات، وقف زوار المعرض على مدى نوعية وجودة الأعمال التي يمكن اعتبارها موقع فخر للصناعة اليدوية المنتجة بإتقان وتفان كبيرين، مثل الطرز الزموري الرفيع، والجلابة السايسية، والزربية الأمازيغية، والحلي والإكسسوارات، والمخدات، ومنتوجات تطوانية عريقة... من جهته، عبر ياسين رتناني، مدير مكتبة "ملتقى الكتب"، عن افتخاره بالتعاون مع شبكة الصانعات التقليديات في المغرب، من خلال احتضان مكتبته هذا الأسبوع، وتقديم كتاب "أسرار الصانعات التقليديات بالمغرب"، الذي اعتبره إصدارا يستحق التنويه، باعتباره مؤلفا يرد الاعتبار للصانعة المغربية، التي قدمت كل واحدة منهن خصوصيات منطقتها بكثير من التفاني والحب لعملها. وقال إن تنظيم هذا الحدث، الذي تزامن مع احتفال "ملتقى الكتب" بمرور 30 سنة على تأسيسها، يوضح بالملموس أن "المكتبة ليست فقط رواقا لعرض الكتب، بل يمكنها أن تلعب دورا محوريا ووطنيا، من حيث التعريف والترويج لإبداعات الصانعات التقليديات اللواتي جئن من مختلف مناطق المملكة لعرضها بأروقة المكتبة". للإشارة، تعتبر فوزية طالوت المكناسي، أول صحافية أنشأت أول مجلة نسائية بالمغرب، وهي مجلة فرح، التي أصبحت إلكترونية موجهة للنساء في العالم العربي، منذ سنة 2009، وتدير حاليا وكالة للصحافة والعلاقات الصحفية والعلاقات العامة "بريسما"، وتعمل في عدد من الجمعيات والمنظمات الوطنية والدولية الفاعلة في مجال دعم تعزيز القدرات الاقتصادية للنساء، كما رشحت لنيل جائزة نوبل للسلام سنة 2005، من قبل الجمعية السويسرية "1000 امرأة من أجل السلام". ويعتبر عبد الكريم عواد خبيرا في الاقتصاد الاجتماعي والاقتصاد التنموي، وفاعلا نشطا داخل العديد من الجمعيات التنموية، ورئيس جمعية لجنة دعم الأسرة والطفولة المغربية الكائنة بمنطقة ليساسفة بالحي الحسني، أسس سنة 2008 شبكة الصانعات التقليديات بالمغرب "دار المعلمة" بهدف تعزيز القدرات النسائي، بالأساس، كما يعتبر مناضلا كبيرا في مجال مقاربة النوع.