مقابل ذلك، تشير تقديرات الأطباء الاختصاصيين في علاج داء السكري وأمراض الغدد الصماء إلى أن السكري يمس 8.3 في المائة من المغاربة، أي حوالي 1.5 مليون مصاب، بينما تتوقع منظمة الصحة العالمية بلوغ انتشار المرض بالمغرب إلى 9.9 في المائة في صفوف الأشخاص بين سن 25 سنة فما فوق، وفق تقديراتها المعلنة سنة 2012. ويعد داء السكري من الأمراض المزمنة، ويخلف عددا من الإعاقات والأمراض المزمنة، إذ يعتبر السبب الأول وراء بتر القدم السكرية في المغرب، بنسبة عملية بتر في كل دقيقتين، إلى جانب تسببه في فقدان البصر بعد إتلاف شبكية العين، والشلل النصفي والجلطة الدموية وأمراض الكلي الخطيرة. ونظرا لخطورة المرض، شهدت جميع المراكز الصحية على الصعيد الوطني، أمس الجمعة، تنفيذ برنامج للتشخيص الطبي المبكر عند الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، مع ضمان توفير الأدوية المضادة مجانا، مثل الأنسولين، والأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، خاصة بالنسبة للأشخاص المستفيدين من نظام المساعدة الطبية. جاء ذلك بمناسبة تخليد وزارة الصحة لليوم العالمي للداء (14 نونبر)، تحت شعار "العيش السليم وداء السكري"، كما صاحب ذلك تنظيم دورات تكوينية حول الداء، لتعزيز قدرات الأطباء في مجال التكفل بالمصابين. وأعلنت وزارة الصحة أنها تعمل على وضع خطة عمل متعددة القطاعات، تهدف إلى التحكم في العوامل المؤدية إلى الأمراض غير السارية، ومنها مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والسرطان. وتفيد الوزارة أنها أنشأت 23 مركزا للتكفل بالأمراض المزمنة، بمختلف جهات المغرب، ما سيمكن مرضى السكري من الاستفادة من فحوصات في أمراض الغدد، والقلب، والكلى، والعيون، كما تعمل على وضع برنامج التربية العلاجية لداء السكري، يخضع لمعايير محددة، سيطبق في سبعة مواقع تجريبية، على أساس تعميمه بعد ذلك.