دعا الوزراء، المجتمعون في إطار لجنة القدس، التي التأمت على المستوى الوزاري أمس الأربعاء بالرباط، إلى ضرورة وضع خطة تحرك عاجلة من أجل إيقاف الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المدينة المقدسة، خاصة المسجد الأقصى، مطالبين ببلورة تصور جديد يحمل مجلس الأمن مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع بالقدس. كما أجمع الوزراء على ضرورة تحديد جدولة زمنية للتحرك، لأن الوضع في فلسطين لم يعد يحتمل، بسبب الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المدينة المقدسة، خاصة المسجد الأقصى. ودعا صلاح الدين مزوار، وزير التعاون والشؤون الخارجية، إلى بلورة تصور جديد، يجعل مجلس الأمن، المسؤول عن السلم، يتحمل مسؤوليته لضمان حقوق الشعب الفلسطيني، موصيا المجتمع الدولي بالانكباب على معالجة أوضاع الشعب الفلسطينيوالقدس، بسبب الهجمة التي يتعرض لها، وغطرسة إسرائيل. وأكد مزوار أن تحرك لجنة القدس على المستوى الوزاري يؤسس لخطة تعتمد على مقاربة سياسية وحقوقية وإنسانية في سياق دولي، يتجه إلى الاعتراف بفلسطين، مطالبا اللجنة باعتماد ورقة تأطيرية بمثابة خارطة الطريق لعملها. كما أكد على ضرورة وضع جدول زمني لتحرك اللجنة، لأن "الوضع لا يحتمل مزيدا من الصبر". من جانبه، شدد إياد مدني، الكاتب العام لمنظمة التعاون الإسلامي، على ضرورة تبليغ رسائل لكل الأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية، للتصدي للهجمات الإسرائيلية المتكررة، التي ازدادت وتيرتها خلال السنة الجارية بشكل غير مسبوق، بإغلاق المسجد الأقصى في وجه المصلين، دون احترام الشرعية الدولية. ودعا مدني اللجنة إلى وضع جدولة زمنية لتحركاتها من أجل التصدي للغطرسة الإسرائيلية، مطالبا ببعث رسالة إلى مجلس الأمن، لمطالبته بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، في إطار زمني محدد. وأكد مدني على ضرورة تكثيف اللجنة المساعي لدى الأمين العام للأمم المتحدة، من أجل وقف معاناة الفلسطينيين، مطالبا اللجنة إياها بتوجيه رسائل إلى جميع مكونات المجتمع المدني الدولي ومخاطبة الضمير اليهودي، وكذا المجتمع الأمريكي بمختلف مكوناته، معلنا أن منظمة التعاون الإسلامي ستعقد قمة طارئة، استجابة لطلب تقدمت به السلطة الفلسطينية. من الجانب الفلسطيني، نوه رياض المالكي، وزير الخارجية، بسرعة تجاوب لجنة القدس والدول العربية، في عقد اجتماعها على المستوى الوزاري، مطالبا اللجنة بضرورة التدخل السريع، على اعتبار أن إسرائيل تمادت في هجماتها، ومست حتى المسجد الأقصى الذي أغلقته في وجه المصلين. ودعا المالكي اللجنة إلى تغيير قواعد تحركاتها وتسخير الإمكانيات، والعمل على إخراج توصيات منظمة التعاون الإسلامي إلى حيز الوجود. وتباحثت لجنة القدس، التي يترأسها المغرب، سياسة الاقتحامات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى. كما تطرقت اللجنة، التي تضم 10 دول، لبحث خطة تحرك عاجلة من أجل إيقاف الاقتحامات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى في القدس. وأجمع وزراء الخارجية على أن السياسات الاستيطانية، التي تمارسها إسرائيل في حق القدس، تعد محاولة لتهويد المدينة، في تحد سافر للشرعية الدولية ولكل الأمة الإسلامية والقرارات الصادرة عن الأممالمتحدة، معلنين أن إسرائيل تعادي جميع دول العالم بهذه التصرفات فى القدس، مشددين على انه لا يوجد أحد يؤيدها في ما تقوم به من أمور همجية وانتهاكات أصبحت يومية، وآخرها إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين. وأكد الوزراء أن هذه القضية أصبحت تهم الجميع بلا استثناء، بالنظر إلى التوجه الدولي، الذي أصبحت معه بعض الدول تعترف بدولة فلسطين. يذكر أن لجنة القدس تأسست بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في المملكة العربية السعودية في جدة، عام 1975.