سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأميرة للاحسناء تؤكد أن التربية على التنمية المستدامة 'مهمة صعبة' و'معركة طويلة الأمد' في خطاب سموها أمام المؤتمر العالمي لمنظمة اليونسكو حول 'التربية من أجل التنمية المستدامة'
قالت سمو الأميرة للاحسناء، في خطاب بمناسبة انعقاد المؤتمر العالمي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) حول التربية من أجل التنمية المستدامة، (ما بين 10 و12 نونبر الجاري)، الذي تحضره سموها كضيفة شرف، "إن التربية على التنمية المستدامة مهمة صعبة، ومعركة طويلة الأمد، لأنها تستهدف العقليات، وتسعى لتغيير ردود الأفعال التلقائية والسلوكيات داخل مجتمعاتنا" مشيرة إلى أنه مازال هناك الكثير مما يجب القيام به في مجال التربية في خدمة التنمية المستدامة. وأبرزت سموها أن التربية على التنمية المستدامة "مهمة تتطلب نفسا طويلا ومتواصلا، تتناقله الأجيال المتعاقبة، يكون في مستوى تطلعنا لبروز مواطنة عالمية، واعية وملتزمة ومسؤولة تجاه مستقبلها"، مؤكدة أن الجميع مطالب، كل من موقعه وحسب إمكاناته، بالمساهمة في هذا المجهود الجماعي، مهما كانت مساهمته بسيطة، وذلك بروح المثابرة، وفي إطار ترابط شامل. وأوضحت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء أن "هذا الترابط الشامل، بالإضافة لتوفير سبل النجاح لهذه التجربة، هو الرهان المزدوج الذي علينا رفعه خلال العشرية المقبلة، التي حددت لها رزنامة الأممالمتحدة لما بعد 2015 أهدافا جديدة". في هذا الصدد، أكدت سموها أن من أكبر التحديات التي يتعين رفعها في مجال التربية على التنمية المستدامة، تحقيق النجاعة والفاعلية في عملنا الميداني، حتى لا تبقى الجهود حبرا على ورق، موضحة أن شرح السلوكيات الصحيحة يظل غير كاف، إذا لم يكن مدعوما بالأمثلة المناسبة وذات الصلة على أرض الواقع، ما يفرض تطوير منهج تربوي ناجع. وفي إطار هذه المقاربة، التي تعتمد على التربية بضرب المثل، تضيف صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء، لا بد من الإشارة إلى أن المشاريع الوطنية الكبرى لا يمكنها إلا أن تلعب دور القاطرة في هذا المجال، كما هو الشأن بالنسبة لمشروع الطاقة الشمسية المغربي الطموح، والأكبر من نوعه في العالم، الذي يساهم في إبراز ميول ومهارات التلاميذ والطلبة في مجال التكنولوجيات النظيفة، ويشجع على تنظيم مسابقات للابتكار داخل المؤسسات التعليمية، وسباقات للسيارات التي تعمل بالطاقة الشمسية، وغيرها من المبادرات الحميدة. وأشارت إلى أن كل برامج مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة "تقوم على مبدأين متلازمين، وهما: التربية والعمل. وعلى أساسهما نقوم بحشد وتعبئة كل مكونات المجتمع حول أهداف ملموسة، تهم المواطن مباشرة، تربوية في جوهرها، وذات بعد محلي. فشعار مؤسستنا هو: (جميعا من أجل البيئة)". وأوضحت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء أن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي تتقاسم روح وقيم عشرية الأممالمتحدة من أجل التربية على التنمية المستدامة، انخرطت بطريقة مسبقة، في هذه العشرية، منذ إحداثها سنة 2001 من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبرزة أن هذه المؤسسة، التي تتمتع باستقلالية كبيرة في عملها ووسائلها، هي أولا وقبل كل شيء، تعبير عن إرادة نابعة من أعلى مستوى في الدولة، لجعل المواطن في صلب استراتيجية التنمية المستدامة في المملكة. جدير بالذكر أن مشاركة صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء في هذا الموعد العالمي، تندرج في إطار الاعتراف بالجهود التي ما فتئت سموها تبذلها لفائدة التربية على البيئة والتنمية المستدامة، والتي توجت بتعيين سموها في أكتوبر 2007 سفيرة للساحل لدى الأممالمتحدة من طرف البرنامج الإقليمي الأورو متوسطي من أجل البيئة (سماب 3)، الذي يحظى بدعم الأممالمتحدة. كما يبرز حضور صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء هذا اللقاء البيئي، الدور الذي تضطلع به مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في الجهود التي يبذلها المغرب في مجال التحسيس والتربية على القضايا المتعلقة بالبيئة. ويروم المؤتمر، الذي ينعقد في الفترة ما بين 10 و12 نونبر الجاري، تقديم حصيلة تنفيذ عقد الأممالمتحدة للتربية من أجل التنمية المستدامة، وتحديد المنجزات والمبادرات والشبكات والممارسات الفضلى التي خرج بها هذا العقد، فضلا عن التزام الفاعلين بهذا الشأن، وإطلاق برنامج العمل الشامل لأجندة ما بعد 2015. افتتاح المؤتمر العالمي لمنظمة اليونسكو حول 'التربية من أجل التنمية المستدامة' بحضور الأميرة للاحسناء ناغويا/اليابان: عمر الروش افتتحت، أول أمس الاثنين، بناغويا (وسط اليابان)، أشغال المؤتمر العالمي لمنظمة اليونسكو حول موضوع "التربية من أجل التنمية المستدامة"، بحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، ضيفة شرف المؤتمر. ولدى وصولها إلى قاعة المؤتمرات، استقبلت صاحبة السمو الملكي من طرف صاحب السمو الإمبراطوري ولي عهد اليابان الأمير ناروهيتو، وعقيلته صاحبة السمو الإمبراطوري ولية العهد الأميرة ماساكو، وكذا من طرف المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة، اليونسكو إيرينا بوكوفا، ووزير التربية والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا الياباني، هاكوبون شيمومورا، وحاكم منطقة إيشي هيديكي أوهمورا. ويشهد حضور صاحبة السمو الإمبراطوري الأميرة ماساكو على الاهتمام الذي توليه لحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء، وكذا للتربية من أجل التنمية المستدامة. وتميزت هذا المؤتمر بخطاب صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وضيفة شرف المؤتمر، الذي أكدت فيه سموها أن "التربية على التنمية المستدامة مهمة صعبة، ومعركة طويلة الأمد، لأنها تستهدف العقليات، وتسعى لتغيير ردود الأفعال التلقائية والسلوكيات داخل مجتمعاتنا"، مؤكدة أن الجميع مطالب، كل من موقعه وحسب إمكاناته، بالمساهمة في هذا المجهود الجماعي، مهما كانت مساهمته بسيطة، بروح المثابرة، وفي إطار ترابط شامل". وأوضحت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء أن "هذا الترابط الشامل، بالإضافة لتوفير سبل النجاح لهذه التجربة، هو الرهان المزدوج الذي علينا رفعه خلال العشرية المقبلة، التي حددت لها رزنامة الأممالمتحدة لما بعد 2015 أهدافا جديدة". ورحبت المديرة العامة لليونسكو، في كلمة بالمناسبة، بالجهود التي تبذلها المملكة، مشيدة بالتزام صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة للتربية على التنمية المستدامة. كما دعت إلى إدراج التربية على التنمية المستدامة في البرامج التعليمية، تمشيا مع إعلان مسقط، مبرزة أن هذا المؤتمر العالمي يشكل "تتويجا لمسار وبداية لآخر". من جهته، أعرب ولي عهد اليابان، سمو الأمير ناهوريتو، في كلمة بالمناسبة ذاتها، عن أسفه لكون التنمية الاقتصادية يواكبها تدهور بيئي، داعيا إلى الحفاظ على الموارد على الصعيد العالمي، في إطار تنمية مستدامة ومنسجمة. وأبرز أنه "من أجل أبنائنا وأحفادنا، علينا تحقيق ثلاث مهام، وهي الحفاظ على الطبيعة، وحماية الموارد الطبيعية المحدودة وتحقيق التنمية المستدامة"، مشددا على أن التربية من أجل التنمية المستدامة آلية فعالة لضمان غد أفضل للأجيال المقبلة. كما دعا كافة القوى الحية، خاصة الشباب، للانخراط أكثر في تحقيق الأهداف المرجوة، مضيفا "إننا ننتظر الكثير من الشباب لبناء مجتمع ومستقبل مستدام لكوكبنا". بدوره، أبرز وزير التربية والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا الياباني أن التربية على التنمية المستدامة تشكل مفتاح التصدي لكافة المشاكل المطروحة على الساحة الدولية، وبالتالي ضمان مستقبل منسجم لكوكب الأرض. ودعا المسؤول، الذي أكد استعداد بلاده للعمل من أجل البيئة والتنمية المستدامة، إلى تعزيز التعاون الدولي أكثر في هذا المجال، معلنا، في هذا الصدد، عن إطلاق جائزة اليونسكو/ اليابان للتربية على التنمية المستدامة لتتويج الجهود، من أجل التربية من أجل التنمية المستدامة عبر العالم. وخلال هذه الجلسة، بعث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والمدير التنفيذي لليونيب وكيل الأمين العام والمدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، أكيم شتاينر، رسالتي فيديو شددا من خلالها على ضرورة النهوض بالتربية على التنمية المستدامة لضمان مستقبل منسجم بالنسبة لكافة بلدان المعمور. كما شدد المسؤولان الأمميان على ضرورة مواصلة العمل الذي تمت مباشرته، داعيين القطاعين العام والخاص إلى تعزيز جهودهما في هذا الصدد. وأشارا إلى أن هذا المؤتمر، المخصص للتربية على التنمية المستدامة، يشكل "لحظة حاسمة" و"هامة" للحفاظ على مستقبل الأجيال المقبلة. وفضلا عن ذلك، تميزت هذه الدورة بإطلاق تقرير الأممالمتحدة النهائي للتربية على التنمية المستدامة، من طرف المدير العام المساعد للتربية باليونسكو كيان تانغ. ويشكل المؤتمر العالمي الذي تنظمه منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) حول التربية والتنمية المستدامة من 10 إلى 12 نونبر الجاري، محطة أساسية لتقديم حصيلة معمقة لتنفيذ عقد الأممالمتحدة للتربية من أجل التنمية المستدامة. ويعد هذا الموعد الدولي، الذي يسلط الضوء على النجاح الذي حققه عقد الأممالمتحدة للتربية من أجل التنمية المستدامة، وتحليل العوائق التي واجهته، والدروس المستخلصة منه، لمستقبل التربية من أجل التنمية المستدامة من خلال برنامج