افتتحت، يوم الاثنين بناكويا (وسط اليابان)، أشغال المؤتمر العالمي لمنظمة اليونسكو حول موضوع "التربية من أجل التنمية المستدامة"، بحضور الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، ضيفة شرف المؤتمر. ولدى وصولها إلى قاعة المؤتمرات، استقبلت صاحبة السمو الملكي من طرف صاحب السمو الإمبراطوري ولي عهد اليابان الأمير ناروهيتو، وعقيلته صاحبة السمو الإمبراطوري ولية العهد الأميرة ماساكو، وكذا من طرف المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة، اليونسكو إيرينا بوكوفا، ووزير التربية والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا الياباني هاكوبون شيمومورا، وحاكم منطقة إيشي ال هيديكي أوهمورا. وقد تميزت هذا المؤتمر بخطاب الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وضيفة شرف المؤتمر، والذي أكدت فيه أن "التربية على التنمية المستدامة مهمة صعبة، ومعركة طويلة الأمد، لأنها تستهدف العقليات، وتسعى لتغيير ردود الأفعال التلقائية والسلوكيات داخل مجتمعاتنا"، مؤكدة أن الجميع مطالب، كل من موقعه وحسب إمكاناته، بالمساهمة في هذا المجهود الجماعي، مهما كانت مساهمته بسيطة، وذلك بروح المثابرة، وفي إطار ترابط شامل". من جهته، أعرب ولي عهد اليابان سمو الأمير ناهوريتو، في كلمة بذات المناسبة، عن أسفه لكون التنمية الاقتصادية يواكبها تدهور بيئي، داعيا إلى الحفاظ على الموارد على الصعيد العالمي في إطار تنمية مستدامة ومنسجمة. وأبرز أنه "من أجل أبنائنا وأحفادنا، علينا تحقيق ثلاث مهام، وهي الحفاظ على الطبيعة، وحماية الموارد الطبيعية المحدودة وتحقيق التنمية المستدامة"، مشددا على أن التربية من أجل التنمية المستدامة آلية فعالة لضمان غد أفضل للأجيال القادمة. كما دعا كافة القوى الحية، وخاصة الشباب، للانخراط أكثر في تحقيق الأهداف المرجوة، مضيفا "إننا ننتظر الكثير من الشباب لبناء مجتمع ومستقبل مستدام لكوكبنا". وبدوره، أبرز وزير التربية والثقافة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا الياباني أن التربية على التنمية المستدامة تشكل مفتاح التصدي لكافة المشاكل المطروحة على الساحة الدولية، وبالتالي ضمان مستقبل منسجم لكوكب الأرض. ودعا المسؤول، الذي أكد استعداد بلاده للعمل من أجل البيئة والتنمية المستدامة، إلى تعزيز التعاون الدولي أكثر في هذا المجال، معلنا، في هذا الصدد، عن إطلاق جائزة اليونسكو / اليابان للتربية على التنمية المستدامة لتتويج الجهود من أجل التربية من أجل التنمية المستدامة عبر العالم. وخلال هذه الجلسة، بعث كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمدير التنفيذي لليونيب وكيل الأمين العام والمدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة أكيم شتاينر، رسالتي فيديو شددا من خلالها على ضرورة النهوض بالتربية على التنمية المستدامة لضمان مستقبل منسجم بالنسبة لكافة بلدان المعمور. كما شدد المسؤولان الأمميان على ضرورة مواصلة العمل الذي تمت مباشرته، داعيين القطاعين العام والخاص إلى تعزيز جهودهما في هذا الصدد. وأشارا إلى أن هذا المؤتمر، المخصص للتربية على التنمية المستدامة، يشكل "لحظة حاسمة" و"هامة" للحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة. وفضلا عن ذلك، تميزت هذه الدورة بإطلاق تقرير الأممالمتحدة النهائي للتربية على التنمية المستدامة، من طرف المدير العام المساعد للتربية باليونسكو كيان تانغ. ويشكل المؤتمر العالمي الذي تنظمه منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) حول التربية والتنمية المستدامة من 10 إلى 12 نونبر الجاري، محطة أساسية لتقديم حصيلة معمقة لتنفيذ عقد الأممالمتحدة للتربية من أجل التنمية المستدامة. ويعد هذا الموعد الدولي، الذي يسلط الضوء على النجاح الذي حققه عقد الأممالمتحدة للتربية من أجل التنمية المستدامة، وتحليل العوائق التي واجهته، والدروس المستخلصة منه، لمستقبل التربية من أجل التنمية المستدامة من خلال برنامج العمل لما بعد سنة 2015، الذي يروم إدماج التربية من أجل التنمية المستدامة، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من مقومات جودة التعليم في القرن الحادي والعشرين. وسينصب التفكير في المؤتمر، الذي تنظمه بشكل مشترك منظمة اليونسكو والحكومة اليابانية، على السبل التي يمكن للتربية من أجل التنمية المستدامة المساهمة بها لدفع السياسات والإجراءات الموجهة لصالح التنمية المستدامة، بغية الاستجابة لمختلف الحاجيات على المستويات العالمية والجهوية والوطنية والمحلية. ويحضر أزيد من ألف مشارك من 120 دولة في هذا الحدث الدولي الهام المخصص للتربية من أجل التنمية المستدامة.