الأمر الذي ينص عليه دفتر تحملات القناة، خصوصا بعدما أعلن وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، رصد 15 مليون درهم لدعم الأفلام الوثائقية حول التاريخ الصحراوي والثقافة الحسانية، بمناسبة اليوم الوطني للسينما، موضحا أن الدعم يتجاوز "منطق الدعاية، ويؤسس لفعل إبداعي حقيقي ينطلق من الإنسان الصحراوي، ويروم تعزيز الوحدة الوطنية بروافدها المتعددة، وأجرأة مقتضيات الدستور، الذي نص على تعددية روافد الثقافة المغربية، وعلى البعد الحساني كمكون للهوية الوطنية". واستطاعت قناة العيون، التي انطلقت بتاريخ 6 نونبر 2004، في الذكرى 29 لانطلاقة المسيرة الخضراء المظفرة، أن تشكل الاستثناء على مستوى مواكبتها المستمرة والدائمة لما يجري في مخيمات تندوف من انتهاك صريح وفظيع لحقوق الإنسان، وأن تنقل بالصورة والصوت معاناة العديد من المحتجزين، ونضال الرافضين لطرح الانفصال والمؤيدين لمقترح الحكم الذاتي. ونجحت القناة في أن تكون منبرا للتغطية الإعلامية، التي واكبت كل الأحداث الوطنية وفسحت المجال أمام المواطنين بالأقاليم الجنوبية للتعبير عن رأيهم بكل حرية وشفافية في الجهوية الموسعة، والحكم الذاتي، وحقوق الإنسان، وقضايا التنمية، ومختلف القضايا الاجتماعية. كما استطاعت أن تؤثر إعلاميا في محيطها، بكل من موريتانيا ومخيمات تيندوف، إذ أصبحت مرجعا للقنوات المخصصة للجمهور الناطق بالحسانية، الممتد من جنوبموريتانيا إلى شرق ماليوجنوبالجزائر ومخيمات تندوف وجزر الكناري، مثل (المحضرة، والمرابطين، وشنقيط وموريتانيا 1+2 والساحل...). ويظهر، حسب بلاغ أصدرته القناة بمناسبة الذكرى العاشرة لانطلاقها، تأثير قناة العيون على كل هذه القنوات، من خلال تقليدها لبرامج قناة العيون، ومثال على ذلك، قلدت قناة موريتانيا برنامج "سباق القوافي"، من خلال برنامج "البداع"، كما قلدته قناة شنقيط، من خلال برنامج "شاعر التفلويت"، وكذلك برنامج "جسر الإحسان"، الذي قلدته قناة موريتانيا1، من خلال برنامج "يوثرون على أنفسهم". ورغم الدور الذي اضطلعت به قناة العيون في إنتاج مجموعة من البرامج الحوارية، السياسية، والإخبارية، الرياضية والتراثية بالإضافة إلى النشرات الإخبارية، واللقاءات الخاصة، والأفلام الوثائقية التي تتناول المجال الصحراوي، تاريخا وثقافة ومجتمعا، إلا أنها مازالت تعاني، حسب البلاغ ذاته، قلة الإمكانيات التقنية والبشرية والمالية، إذ تظل بحاجة إلى تقنيين وصحافيين وكذا إداريين متمرسين، والعديد من التجهيزات التقنية، للرفع من عدد فترة البث إلى ست ساعات وتقديم منتوج محترم ومتنوع، يخدم الثقافة الحسانية، ويحافظ على الهوية الصحراوية المغربية، واستجابة لمقتضيات الدستور، الذي نص على الهوية الثقافية الحسانية.