يكرس المعرض المتجول "المغرب الوسيط.. امبراطورية ممتدة من إفريقيا إلى إسبانيا" الذي ينظم من 17 أكتوبر الجاري إلى 19 يناير القادم بمتحف اللوفر بباريس، أولوية الثقافة في المشروع الحضاري المغربي الذي يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس. فالمعرض، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ورئيس الجمهورية الفرنسية، في إطار التعاون المغربي الفرنسي، والذي سينتقل في مرحلة ثانية الى متحف محمد السادس بالرباط من 2 مارس الى فاتح يونيو القادمين، واجهة حضارية لتقديم تراث المغرب وصفحات مشرقة من تاريخه القائم على قيم الانفتاح والتلاقح. ويستجيب المعرض، حسب بهيجة سيمو، مديرة مديرية الوثائق الملكية، ومندوبة المعرض، للتوجهات السامية لصاحب الجلالة الرامية إلى تطوير الثقافة كرافعة للتنمية وعامل من عوامل اقتسام المعارف وتقريب الشعوب والأمم فيما بينها. وقالت سيمو، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الرعاية الملكية السامية التي خص بها جلالته مجال المعرفة والثقافة لتشهد على ما يوليه حفظه الله من اهتمام للتراث المغربي بشكل خاص وللفنون الإسلامية بشكل عام. فمنذ تربع جلالته على عرش أسلافه الميامين، لم يأل جهدا في التأسيس لثقافة مغربية تقوم على السخاء والتسامح والانفتاح واقتسام المعارف. والواقع أن هذه القيم، تضيف سيمو، تجد بالفعل تجسيدا لها في هذا النوع من التظاهرات ذات الصبغة الثقافية والكونية. كما أنها تندرج ضمن الإنجازات الملكية السامية التي عرفها المغرب خلال عهد جلالته وهي إنجازات تهم صيانة التراث المكتوب والمنقول مساهمة في حفظ الذاكرة المغربية، حيث فتحت المكتبة الوطنية للمملكة أبوابها، وكذا الأرشيف الوطني، كما عرفت مديرية الوثائق الملكية تنظيما جديدا محكما على عهد جلالته، وأسس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، ومتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، بالإضافة إلى انتشار المعاهد ودور الثقافة والمكتبات عبر ربوع المملكة. ويفتح متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر الذي دشنه صاحب الجلالة آفاق غير مسبوقة في علاقة الإنسان المغربي بالفنون المعاصرة، لكونه أول بنية متخصصة في هذا المجال، تلبي تطلعات قطاع الفنون التشكيلية من مهنيين ونقاد وجمهور.