أشاد الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي إدغار موران، بدور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في نشر قيم الإسلام الوسطي، مؤكدا أن جلالته يعتبر حصنا ضد كل مظاهر التعصب والتطرف الديني. أبرز إدغار موران، مدير أبحاث فخري في المركز الوطني للبحث العلمي، في تدخل له، مساء أول أمس الخميس، خلال لقاء بمعهد العالم العربي بباريس نظم بمبادرة من دائرة (بوان-أفريك)، التابعة لمجلة (لوبوان)، "تقليد التسامح وقبول الآخر" الذي يسود في المغرب. وأضاف موران، من ناحية أخرى، أن الموسم الثقافي والفني المغربي بباريس يشكل تعايشا بين أفضل ما في الحداثة وأفضل ما في التقاليد، مشيرا إلى أن هذا التعايش يتجسد بجلاء في معرضي "المغرب المعاصر" بمعهد العالم العربي و"المغرب الوسيط" بمتحف اللوفر. ونوه عالم الاجتماع الفرنسي بغنى الموروث الثقافي للمملكة، وجهودها الرامية إلى النهوض بالفن المعاصر، مضيفا أن ظروف الحرية والاستقلالية التي يتمتع بها المبدعون هي التي ساهمت في توسع وتطور الفنون المغربية. وأبرز الإبداع والدينامية التي يتميز بها المغرب، والتي تنعكس أيضا على الإبداع السينمائي، وعلى الأهمية التي يتم إيلاؤها للرأسمال غير المادي طبقا لتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس. من جهته، أشاد رئيس معهد العالم العربي بباريس، جاك لانغ، بنموذج التسامح والانفتاح والتنوع الثقافي الذي يمثله المغرب، مذكرا بخصوصية المغرب، البلد الوحيد الذي تكرس ديباجة دستوره تنوع الموروث الثقافي. وقال إن معرضي "المغرب المعاصر" "والمغرب الوسيط" يبرزان غنى تاريخ المملكة، والإبداع الاستثنائي لفنانيها وحيوية مجتمعها. من جانبه، تطرق الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، إدريس بنهيمة، إلى دور المغرب باعتباره بوابة نحو إفريقيا، مبرزا الأهمية التي توليها المملكة لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع البلدان الإفريقية. وذكر، في هذا الصدد، بقرار المغرب مواصلة رحلاته الجوية مع البلدان المتضررة من وباء إيبولا، مشيرا إلى أن هذا القرار يعكس تضامن المملكة مع الدول الإفريقية والتزامها من أجل التنمية في هذه القارة. حضر هذا اللقاء نخبة من الشخصيات المغربية والفرنسية، وخاصة أطر أسبوعية (لوبوان) ومسيري موقعها الالكتروني (لوبوان-افريك)، ورئيسة بنك الأعمال (اودو فينانس) فاتن ليث، ورؤساء مقاولات إفريقية وسفراء، وعدد من الفنانين المغاربة.