ينجز عدد من الجمعيات الفاعلة والمراكز الصحية المغربية، الفاعلة والمتدخلة في مجال أمراض الكلي، اليوم الجمعة، العديد من الأنشطة التحسيسية والتوعوية بأهمية الدفع بعمليات التبرع وزراعة الأعضاء في المغرب لإنقاذ حياة العديد من المرضى. وتندرج هذه الأنشطة في إطار تخليد اليوم العالمي للتبرع وزراعة الأعضاء (17 أكتوبر)، لإعادة التذكير بأهمية التبرع بالأعضاء، لإنقاذ حياة أشخاص في وضع صحي يهدد حياتهم. ويندرج ضمن هذه الأنشطة تنظيم لجنة التبرع بالأعضاء والأنسجة في المستشفى الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، والجمعية المغربية لأمراض الكلي، لندوات صحفية حول وضعية التبرع بالأعضاء، لدق ناقوس الخطر حول ضعف الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء في المغرب. وقال البروفيسور يونس الرمضاني، رئيس اللجنة الاستشارية للتبرع بالأعضاء والأنسجة، في تصريح ل"المغربية"، إن المغرب يشهد حاليا تطورا إيجابيا في إقبال الأسر المغربية على التبرع بالأعضاء، إلا أن العدد ما زال بعيدا عن الانتظارات المرجوة لإنقاذ مزيد من حياة المرضى. وذكر الرمضاني أن المغرب انتقل من إجراء عمليتين للتبرع في السنة على الصعيد الوطني إلى إجراء 7 عمليات للتبرع خلال سنة 2014، ما يجعله يحرز الرتبة الأولى عربيا في المجال، مضيفا أن المغرب يطمح إلى بلوغ تبرع واحد في كل مليون نسمة، أي 30 تبرعا في السنة، ما سيسمح بالتبرع بحوالي 60 كلية و30 كبدا في السنة وطنيا. من جهته، ينظم المستشفى الجامعي الحسن الثاني في فاس، وكلية الطب والصيدلة فاس ونادي القضاة بالمغرب، اليوم الجمعة، حملة تحسيسية للتعريف بالتبرع بالأعضاء، مع إطلاق نداء للتسجيل في سجل التبرع بالأعضاء بعد الممات، إلى جانب تنظيم محاضرات لفائدة الأطباء وطلبة كلية الطب الصيدلة والطلبة الممرضين بالمعهد العالي لمهن التمريض وتقنيات الصحة بفاس. يشار إلى أن المستشفى الجامعي بفاس عرف، خلال السنة الجارية، إجراء أول عملية أخذ الأعضاء من شخص متوفي، وأول عملية زرع الكلي من متبرع متوفى دماغيا، وأول عملية زرع الكلى لطفل، بعد أربعة عشر عملية زرع الكلى من متبرعين أحياء منذ عام 2010، ما ساهم في تمتع المستفيدين من حياة جديدة. وضمن هذه الحملة التحسيسية والتوعوية، تطلق جمعية "كلي" عملية التوقيع على عريضة لأجل فتح حوار وطني حول التبرع وزراعة الأعضاء، تهدف إلى لفت انتباه مكونات المجتمع المدني والمسؤولين إلى موت أطفال ونساء ورجال، بسبب عجزهم عن الاستفادة من التبرع بالأعضاء، في الوقت الذي يحرز التطور الطبي مكاسب، ويوفر إمكانات الاستفادة من عمليات قادرة على إنقاذ حياتهم. وتنطلق فكرة التوقيع على العريضة، حسب جمعية "كلي"، من وجود حاجة إلى توعية المواطنين بهذه الوسيلة العلاجية، وحثهم على التفكير في هذه المبادرة الإنسانية، وتشجيعهم على التبرع بالأعضاء لإنقاذ حياة مرضى آخرين. ينضاف إلى ذلك، دعوة الحكومة إلى تطوير السجل الوطني، وتبسيط مسطرة التصريح بالتبرع بالأعضاء، ورصد الإمكانات الضرورية لإجراء عمليات زرع الأعضاء، مع الحرص على تشجيع المتدخلين في سلسلة زراعة الأعضاء، والاعتراف بالمبادرة التضامنية للمتبرعين.