كشفت مصادر مطلعة ل"المغربية" أن سلطات الدرك الملكي لمنطقة الدراركة، بإقليم أكادير، أحالت أول أمس الأربعاء، ثلاثة تلاميذ مراهقين لا تتجاوز أعمارهم 17 سنة، على القضاء بسبب الاشتباه في تورطهم في توزيع منشورات تحمل أفكارا لجماعات متطرفة منتمية لما يسمى الدولة الإسلامية بالعراق والشام المعروفة إعلاميا ب"بداعش". وكان الطاقم الإداري للثانوية التأهيلية سيدي الحاج سعيد، بالجماعة القروية الدراركة، بإقليم أكادير إداوتنان، فوجئ يوم الاثنين الماضي، بوجود ملصقات على الحائط بالمؤسسة التربوية تتضمن دعوات إلى الالتزام بشرع الله، واحترام الفتيات للباس الشرعي وضرورة التزام الإدارة بالحفاظ على ما تنص عليه الشريعة الإسلامية في هذا الباب، وكذا احترام التلاميذ وتقديرهم، بالإضافة إلى كلمة "داعش"، التي كتبت بالصباغة في أحد جدران المؤسسة التعليمية. وحسب المصادر ذاتها، فإن هذه الكتابات، التي استنفرت الجهات الأمنية، تضمنت عبارات قوية. وعثر رجال الدرك الملكي والسلطات المحلية على هذه الكتابات وبقربها كلمة "داعش"، ما خلق حالة استنفار قصوى وسط الجهات الأمنية، التي فتحت تحقيقا معمقا في الموضوع لمعرفة الفاعل الحقيقي، وتحديد هوية مالكي صفحة فايسبوكية، جرت الإشارة إليها، لتتمكن عناصر الدرك الملكي بالدراركة، مساء يوم الاثنين الماضي، من إيقاف ثلاثة قاصرين متورطين في اقتحام ثانوية سيدي الحاج سعيد ليلا، حيث قاموا بإزالة العلم الوطني وكتابة شعارات على جدران الثانوية ذات صلة بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش". ويقطن الموقوفون، وهم من مواليد 1998 و1999، بمنطقة الدراركة، ويتابعون دراستهم بالثانوية المذكورة، وجرى إيقافهم بعد تتبع صفحتهم الإلكترونية "أنونيموس الدراركة" من طرف الجهات الأمنية المختصة. ورجحت مصادرنا أن تكون المنشورات الموزعة داخل الثانوية عفوية، نظرا لأن الشباب الثلاثة يطالبون بتغيير المنظومة التعليمية وعدم قمع التلاميذ وتطهير المؤسسة من شبكات الدعارة، التي أصبحت تتربص بها، مضيفة أن المعطيات الأولية تشير إلى أن المتهمين الثلاثة، اعترفوا بتوزيعهم المنشورات لكنهم نفوا انتماءهم للجماعة الإسلامية المتطرفة. واعتبرت مصادر مقربة من الشباب الثلاثة، أن تصرفهم صبياني ولا ينم عن خلفيات تثير الشكوك حول وقوف جهات خارجية وراء فعلتهم.